رسالة “حماس” الى الثنائي الشيعي: التفاوض “مش ماشي”

رسالة "حماس" الى الثنائي الشيعي: التفاوض "مش ماشي"

كتب محمد علوش في “الديار”:

في الوقت الذي كان فيه وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنطوني بلينكن في “تل ابيب”، يلبي طموحات رئيس حكومة العدو ينيامين نتانياهو، كان احد مسؤولي حركة حماس في لبنان يتواصل مع الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، ويبلغهما بأن عملية التفاوض “مش ماشية”، بحسب ما تكشف مصادر متابعة.

ونقل المسؤول في حركة حماس عن القيادة تأكيدها أن جولة التفاوض في الدوحة، والتي يحاول الاميركيون تسويقها على أنها جولة إيجابية وناجحة، لم تكن سوى محاولة أميركية مفضوحة لتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات، من خلال تقديم خطة جديدة تلبي كل شروط “اسرائيل”، بينما يعلم العالم أجمع أن نتانياهو هو من يُفشل التفاوض.

وتكشف المصادر أن بيان حركة حماس قبل جولة الدوحة، والتي أكدت فيه التزامها باقتراح بايدن الذي وافقت عليه سابقاً، لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة معلومات وصلت الى الحركة بأن الاميركيين سيقدمون طرحاً جديداً مختلفاً عن ذلك التي قدمه الرئيس الاميركي ووافقت عليه الحركة، ولذلك أكدوا تمسكهم بالطرح السابق. وبالفعل ما حصل خلال التفاوض هو تقديم طرح جديد اميركي، يحاكي كل مطالب نتانياهو الامنية والاساسية.

كان حزب الله في لبنان ينتظر موقف حماس من التفاوض، وهو الذي أكد على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله سابقاً أن المحور يقبل ما تقبل به حماس، وبالتالي جاء الموفد لينقل رفض قيادة حماس للمقترح الجديد، ناقلاً رسالة الى حزب الله وحركة “أمل” تقول أن الحركة تعرضت الى ما يشبه الخديعة في الدوحة، وأن التفاوض بهذا الشكل لن يؤدي الى أي نتيجة. وبحسب المصادر فإن ما بعد هذه الرسالة لن يكون كما قبلها بالنسبة الى حزب الله، الذي كان الى حدّ ما يضع في اعتباره، عندما يفكر في الرد على اغتيال السيد فؤاد شكر، جولات التفاوض من الدوحة الى القاهرة.

رغم ذلك وحتى الآن، لا يمكن الحديث عن فشل التفاوض بشكل رسمي، طالما أن جهود الوساطة، رغم التشكيك بجديتها، لم تنته بعد. وبالتالي، فإن الأمور لا تزال ضمن المسار نفسه، لكن الأكيد أن هناك علامات إستفهام ترسم حول الخطوات التصعيدية التي عادت إلى الواجهة من جديد، وبحسب المصادر فإنه في الفترات الماضية، كانت الأنظار تتجه إلى ما يقوم به نتانياهو على هذا الصعيد، لناحية الذهاب إلى خطوات تصعيدية عند كل تقدم في المفاوضات، لكن اليوم يبدو أن الفريق الآخر، أي المحور، هو الذي سيرد على الضغوط التي تفرض عليه بالتصعيد أيضاً.

في هذا المجال، من الممكن الحديث عن احتمالين: الأول هو أن يكون هذا التصعيد مقدمة نحو الذهاب إلى تسوية في الأيام المقبلة تسبق الانتخابات الاميركية بأسابيع قليلة، على إعتبار أن هذا الأمر أساسي في رسم التوازنات. أما الثاني فهو أن يكون هذا التصعيد مقدمة للقضاء على مسار المفاوضات، وبالتالي العودة إلى العمليات العسكرية بشكل أكبر من السابق، وبطريقة قد تؤدي الى اشتعال معارك جانبية الى جانب المعركة الأساسية في غزة.

 

Exit mobile version