لم يزل الجيش الاسرائيلي ومن خلفه الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، بانتظار ردٍ إيرانيٍ آتٍ لا محالة، مما يجعل منطقة الشرق الأوسط على نار حامية، قد تنطلق منها باكورة حرب عالمية، فيما لو تدخلت كل من الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا دفاعًا عن حلفائهم الإقليميين.
الرد الإيراني سيكون كاسحًا وربمًا من كل الجبهات، من خلال دول محور المقاومة، على أن لا يكون الرد ضربة بضربة، أي مقرًا ديبلوماسيًا مقابل مقر دبلوماسي، لتكون ضربةً تزلزل الكيان الصهيوني، في وقت يشهد هذا الكيان ترهلًا وتراجعأ على كل المستويات، السياسية والأمنية والاقتصادية فضلًا عن العسكرية.
ويفيد مصدر متابع لما يجري، عن أن “الإدارة الأمريكية تجري محاولات حثيثة تهدف إلى تخفيف التوجه الإيراني بالرد، والذي بات وشيكًا، من خلال حلفائها في المنطقة لا سيما الحليف الأساسي المتواجد على الساحة الخليجية، و الوسيط الأساسي بين الولايات المتحدة وإيران أي سلطنة عمان.”
وبهذا الصدد يؤكد المصدر على أن “إيران لن تتراجع عن ضربتها إلا إذا حققت نصرًا استراتيجيًا لصالح المحور، وذلك من خلال رفع شروط حركة حماس في مفاوضات القاهرة، عبر الانسحاب الإسرائيلي الشامل من قطاع غزة دون قيد أو شرط، وإتمام عملية تبادل الأسرى والمعتقلين، على أن تشمل أصحاب المؤبدات من السجون الإسرائيلية، ناهيك عن موضوع إدخال المساعدات الغذائية إلى غزة، وعودة أهل غزة إلى الشمال، وإرسال الخيم وما يلزم من مقومات الصمود.”
ويلفت المصدر إلى أن “إيران كانت قد وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة من خلال الوسطاء، تحذرها من التدخل دفاعًا عن إسرائيل كي لا تشعل المنطقة بأسرها، عبر استهداف جميع القواعد العسكرية الأمريكية المحيطة بإيران، خاصة في سوريًا والعراق، والتي ستكون ضربة موجعةً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، على عكس ما يسعى الأمريكي من تهدئة التوتر لصالح الدبلوماسية والحوار، لا سيمًا أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب وقد تطيح بإدارة بايدن ليعود ترامب صاحب المفاجأت”.
وأضاف المصدر أن “العالم بات يشهد حركة نهوض سياسية حقوقية على مستوى حكومات العالم، مثل التقلبات التي تشهدها إسبانيا والنرويج التي باتت تدعو للاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة ولا تبقى بصفوف الدول المراقبة، وكل ذلك استجابة للمطالبات الشعبية التي باتت تصدق الرواية الفلسطينية على حساب الرواية الإسرائيلية”.
في المحصلة، تبدو الأمور متجهة نحو تصعيد فيما لو تدخلت الولايات المتحدة لحماية مصالحها في الكيان الإسرائيلي، إن كان من خلال الرد على الرد الإيراني، أو من خلال استمرار دعم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يقوض المفاوضات الجارية في القاهرة، والتي ستحدد مصيره السياسية، ومصير حزبه برمته.