يطوي الكاتب والسيناريست الفلسطيني السوري حسن سامي يوسف مسيرةً أدبيةً وثقافية حافلة بالنضال الوطني، في غمرة حرب مستعرة على عتبة السنة، ويرحل اليوم تاركاً للشعب العربي ولجمهوره إرثاً أدبيّاً ودراميّاً تتغّذى به الأجيال المقبلة.
هو حسن سامي يوسف، ابن فلسطين الهوى والهوية، مواليد 1945، من عُمر النكبة وما بعدها، روى بقلمه تاريخ أمّة ما بخلت يوماً بالعطاء، فكانت الكلمة نبراسها، والصورة كلمتها، والمشهد الدرامي رسالتها إلى العالم.
يرحل يوسف اليوم عن عمر 79 عاماً، قضاها في ميادين الكتابة والتأليف الدرامي والسينمائي والفيلموغرافيا، فكانت أشهر المسلسلات السورية من توقيعه، إلى جانب إخراج الراحل القدير حاتم علي، فشكّلا معاً مشهدية متكاملة عن حُبّ الوطن والأرض والحفاظ على القضية الفلسطينية والعربية.
من أهمّ أعماله الدرامية: فوضى (2018)، الندم (2016)، الغفران (2011)، ومن العار (2009)، أسرار المدينة (2000).
أمّا أعماله السينمائية،فأبرزها: قتل عن طريق التسلسل، الاتجاه المعاكس، غابة الذئاب، يوم في حياة طفل، بوابة الجنة.
واشتهر الراحل بعدد من الإصدارات الروائية، من بينها: الفلسطيني، الزورق، رسالة إلى فاطمة، بوابة الجنة، فتاة القمر، عتبة الألم، على رصيف العمر.
درس الراحل السيناريو في المعهد العالي للسينما في موسكو، قبل أن يعود إلى دمشق في ستينيات القرن الماضي، ويبدأ مسيرته الفنية كاتباً وممثلاً.
فقد اعتلى يوسف خشبة المسرح في بداياته، وأسهم في تشكيل فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التي قدّمت عروضاً كثيرة في سوريا والعالم العربي.
اليوم، يطوي يوسف صفحة من ذاكرة المشاهد العربي، المتعطّش دوماً لإنتاج أدبي وفكري قيّم يُحاكي الواقع وينقل هموم الناس إلى الشاشة الصغيرة والكبيرة.