يمتهن راغب علامة فنّ التزلّف والمحاباة أكثر من الغناء نفسه، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. ودائماً ما سعى إلى حجز مقعد له في مجالس الطبقة السياسية أينما وكيفما كانت ألوانها. في عزّ الحرب التي شنها العدو الاسرائيلي على لبنان أخيراً، تفاخر علامة بإحيائه حفلة زفاف ابن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى المدان بقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. لم يكتف بهذا الزفاف فقط، بل راح أيضاً يكتب تغريدات على منصة X، متهرّباً من تحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية الجرائم التي ارتكبها، خوفاً على مصالحه الفنية. لكن كلّ ما قام به علامة سابقاً في كفّة، ومحتوى المحادثة الشخصية التي انتشرت له في كفّة أخرى. فقد نشر المغني الإماراتي عبدالله بالخير قبل أيام فيديو لاتصال هاتفي بينه وبين علامة. بعد السلام والكلام، طمأن الـ«سوبر ستار» زميله إلى الوضع في لبنان، قائلاً «معش في نـصـر الله، ارتحنا من ربّه»، في إشارة إلى استشهاد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. لعلّ كلام علامة المقتضب هذا، أبلغ تعبير عن شخصيته المتزلفة ومبادئه التي تقع مصالحه الشخصية على رأس أولوياتها.
استغل العدو تصريحات الفيديو لتعزيز الانقسام بين اللبنانيين
لنستعِد معاً مواقف علامة الذي يمكن وصفه بمحابي الطبقة السياسية الحاكمة التي تتبدّل مع تغيّر الحكّام. مثلاً، خرج مراراً للدفاع عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري متفاخراً بأنه جاره في وسط بيروت. لكن حين اندلعت ثورة 17 تشرين، نفض علامة يده من «جاره»، ليركب موجة «كلن يعني كلن». أما بالنسبة إلى علاقته بالدول الخليجية، فحدّث ولا حرج. كان من أوائل الذين قدموا الطاعة للإماراتيين بهدف الحصول على الجنسية والامتيازات المرافقة لها، وخرج في تصريح متنكّراً لأصله وهويته، قائلاً «أعتز اعتزازاً غير عادي بأنني أنتمي اليوم إلى دولة الإمارات، وبشكل أو بآخر رئيس دولتي هو الشيخ محمد بن زايد». ثم اتجه إلى السعودية، محاولاً تلميع صورته هناك، قائلاً «نحن بحاجة إلى شخص مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمكافحة الفساد ووضع الفاسدين في السجون»، ليسجل رقماً عالمياً في نسبة التزلّف للأمراء والحكّام والملوك.
هكذا، بعد تسرّب فيديو بالخير وعلامة، كان بإمكان الأخير التزام الصمت ريثما تمرّ العاصفة، لكنّ علامة قرّر التذاكي، فألقى التهمة على الذكاء الاصطناعي. هكذا، نفى الفيديو، متّهماً بأنّ هناك مَن زوّر صوته عبر الـ AI، شارحاً في تغريدة: «يتناول بعض الناشطين حديثاً تلفونياً مصطنعاً بين أحد الأشخاص وأحد الفنانين، وعن طريق الذكاء الاصطناعي جرى تقليد صوتي. أنفي هذا الاتصال جملةً وتفصيلاً. وسوف ألاحق الموضوع قضائياً لنصل إلى هذا الشخص».
أشعل تبرير علامة الفضاء الافتراضي، ودلّ على مدى ضعف المغني في الدفاع عن نفسه. كما طرح تساؤلات حول أسباب تسريب عبدالله بالخير الفيديو ووضعه على خاصية الستوري لديه على صفحاته على السوشال ميديا، قبل أن يجبر علامة بالخير على الخروج بفيديو شكّل الطامة الكبرى، إذ تبرّأ بالخير بأسلوبه الفكاهي والساخر من التسجيل الأول.
على الضفة نفسها، لم تمرّ حادثة الفيديو المسرّب على خير، إذ تعرضت «مدرسة السان جورج» التي يملكها علامة في ضاحية بيروت الجنوبية، لتكسير من بعض الغاضبين، وراحت التعليقات تدعو إلى التحلي بالعقلانية وتحييد الصرح التعليمي عن الخلاف، بينما ذكّرت بعض الصفحات بأنّ إدارة المدرسة ــ بأمر من علامة ــــ منعت الهيئة التعليمية والطلاب من التحدّث عن الإبادة في غزة بحجة عدم الخلط بين السياسة والتعليم! من جانبه، لم يفوّت العدو تصريحات علامة، بل استغل الفرصة لتعزيز الانقسام بين اللبنانيين، إذ نشر الإعلامي الصهيوني إيدي كوهين صورة علامة، معلّقاً «تحية لهذا الشجاع وان شاء الله نشوفه رئيس مجلس النواب بدل نبيه بري المجرم».
على الضفة نفسها، تلفت مصادر في حديث لنا إلى أن علامة لن يصرّح هذه الفترة أمام الإعلام، بل سيلتزم الصمت حيال ما حصل، مكتفياً بمقاضاة الذين اعتدوا على «مدرسة السان جورج». وأشارت إلى أنّ علامة يستقرّ حالياً في الإمارات العربية المتحدة بسبب انشغالاته، ولن يزور لبنان قبل 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. ووضعت ما تعرّض له علامة ضمن إطار حملة ممنهجة ضده بدأت قبل أشهر «بدءاً من زعمها وجود مسلحين لـ «حزب الله» في البناية التي يملكها في جونيه، وصولاً إلى الشائعات التي تحدثت عن طلاقه من زوجته جيهان» وفقاً للمصادر.
وأشارت المعلومات إلى أنّ قضية الفيديو المسرّب بدأت مع عبد الله بالخير وانتهت بتصريح منه فقط. وقد أعادت واقعة فيديو بالخير وعلامة إلى الذاكرة خلافات علامة وأحلام في برنامج «أراب آيدول» الذي عُرض على شبكة mbc، عندما خرجت أحلام المعروفة بروحها المرحة، منتقدة زميلها الذي كان يتعامل بفوقية قائلة «إيه يعني السوبر ستار، بطير يعني»!
زكية الديراني- الاخبار