صوت زلزال الاناضول الذي قضى على حجر وبشر في كل من تركيا وسوريا، وكانت للبنان حصة نفسية منه، يطغى على ما عداه من أصوات، بما فيها الحراك الرئاسي في لبنان. ومع ذلك يمكن تسجيل ثلاثة مستويات على هذا الصعيد وتبقى جعجعة بلا طحين:
المستوى الاول بكركي، التي التقى فيها القيّمون الروحيون على الكنائس وفوّضوا البطريرك الماروني الدعوة الى اجتماع للمسؤولين المسيحيين للتفكير معاً ومحاولة الوصول الى نقاط مشتركة.
ولكن هذا الاجتماع طيّره رفض سليمان فرنجية له لأنه خشي من أن يظهر أن المجتمعين المسيحيين لا يؤيدون وصوله الى الرئاسة. وطيّره أيضاً رفض سمير جعجع الذي ترجمه ببدعة اختيار 64 نائباً مسيحياً المرشح العتيد وفرضه على الاخرين، وهذه البدعة أتت خوفاً من أخذ السفينة الرئاسية الى ما تشتهيه رياح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
وبالتالي لا تلوح في الافق أي دعوة للاجتماع لن يحضره الجميع.
المستوى الثاني، باريس التي جمعت على طاولتها مطلع الاسبوع أربع دول هي الولايات المتحدة ومصر وقطر والسعودية، ولم يكن المجتمعون على نفس الموجة، ولذلك لم يصدر أي بيان رسمي. ففرنسا على ضفة والسعودية وأميركا على الضفة المقابلة، وجلّ ما أجمع عليه الحاضرون هو “كليشيه” ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت من دون الحديث بالعمق عن الاسماء ولا عن الآلية او الكيفية. ولم ينتج عن الاجتماع إلا الاتفاق على إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بالانتخاب سريعاً وإلا…
المستوى الثالث داخلي، وعلى ثلاثة مستويات أيضاً. الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط وباسيل الذين يحاولون إيجاد كوّة في جدار الازمة. بري يريد الحوار ولكن كثراً لا يريدون تلبيته، وجنبلاط يتنقل بين فريق وفريق حاملاً ثلاثة أسماء لم تلقَ إجماعاً، وباسيل يحمل مبادرة للاتفاق على اسم من خارج تلك المطروحة ضمن برنامج متكامل يتعهد المرشح بالالتزام به وبحمل ملفات محددة.
وكل هذه التحركات الداخلية تبقى حتى اللحظة في دائرة المحاولات التي لم تنتج حلاً ولو تولّد رئيساً.
اما “نومة” أهل “التغيير” في البرلمان ففولكلور مملّ لا يقدّم ولا يؤخّر.
فهل ننتظر الزلزال الاقتصادي والأمني والسياسي الأكبر في ظل عالم متخبط لتوليد رئيس على الحامي؟!
مُبكر هو الحديث عن إنهاء شغور القصر، إلا إذا حدث شيء ما من خارج كل السياقات!