دريد لحام.. هل هو مقلب جديد من “غوار”؟

دريد لحام.. هل هو مقلب جديد من "غوار"؟

كتب محمد جابر: 

اصبت بحالة من الجمود، ولم استطع استيعاب ما أسمع، حينما كان الفنان دريد لحام يطلق موقفا غريبا عجيبا عن الصراع مع “اسرائيل”، وكأنه يريد أن يقول لنا أن لا مشكلة بالسلام معها، تحت حجة أنها أمر واقع ويجب الاستسلام لها والاعتراف بها، ونسيان كل المآسي التي حصلت طيلة 78 عاما.

للوهلة الأولى، اعتقدت انه مقلب جديد من مقالب “غوار”، أو هي مزحة في زمن معاناة غزة ولبنان وحتى سوريا من تداعيات السياسة الصهيونية المدعومة من أميركا.

لقد كان “غوار” أو دريد لحام طيلة مسيرته التي استمرت 70 عاما، يوجه لنا نحن الجمهور الذي تربى على فنه، رسائل في الوطنية والصمود، وتحمل ما يجري من يومياتنا عن الصراع مع “اسرائيل”، في أعماله المسرحية وما أكثرها كان يعيب على الأنظمة العربية غيابها عن مشهد المقاومة، كان يقاوم على طريقته ويبث فينا روح الصمود، كان يتحدث عن فساد الأنظمة، و”بفش خلقنا” بمشاهد أعماله الفنية، كان يقول دوما ما نعجز نحن عن قوله أو التعبير عنه.

بعد مسيرته الطويلة، وبعدما تخطى الـ 90 من العمر، هل كان من المناسب أن يطلق مثل هذه التصاريح بعدما تغيرت سوريا من نظام إلى نظام، ماذا يمكن أن يخشى ابن ال 90، ولماذا هذا التغير في نهاية العمر، هل هو خائف على مستقبله الفني؟.

اسئلة كثيرة تطرح لا اجابة عنها الا في قلب “غوار”، ولو سلمنا جدلا بحتمية الاعتراف باسرائيل يوما، ولكن الا يتابع دريد لحام ما يجري في غزة وجنوب لبنان، ألم يشاهد تدمير اسرائيل للجيش السوري ودخولها المدن بشكل مذل، هل يمكن السلام معها في هذه اللحظة الأصعب، وهي التي تعتبرنا في دستورها أشبه بالحيوانات.

فعلا إنه زمن الغرابة، ولعل الحسنة الوحيدة لكلامه، أننا اكتشفنا فعلا كم أنه بارع بالتمثيل، مثل علينا لسنوات طويلة، وتغير واتجه الى مكان مناقض، في مشهد مسرحي هزلي جديد.

اعذرنا دريد لحام، لم نكن نتمنى لك مثل تلك النهاية، لقد أخطئت، ولأنك شاطر فإن غلطة الشاطر بألف، نأمل أن يكون لك توضيح عن تصريحك، كي تبقى في ذاكرتنا الفنان الذي يناضل من أجل قضايانا المحقة، ويحاكي إحباطنا نحن البشر الذين فكرنا يوما بحلم تحرير فلسطين.

Exit mobile version