كتب محمد جابر:
في الغالب لا يستطيع الجمهور العربي عموما او اللبناني خصوصا ان يستوعب قصة الدراما الرمضانية الا بعد حلقتين او 3من اي مسلسل، وقد يعود سبب ذلك الى طبيعتنا الشرقية حيث اننا اذا أردنا سرد قصة فإننا نسرد قصة حياتنا وحياة الجيران قبل ان ندخل في التفاصيل التي يجب ذكرها في القصة المطلوبة، وذلك عكس المجتمعات الغربية التي لا يتكلم افرادها الا ما هو ضروري، والدراما في الغالب صورة تعكس النسيج الاجتماعي للمجتمعات البشرية.
في الآونة الاخيرة لم تختلف مواسم رمضان في عروضتها ، فالمسلسلات دوما تعيد نفسها قصة الحب واحدة، هيبة الرجل لا تختلف، الجريمة بادواتها واحدة، وقصة الأم الشرقية التي تسعى جاهدة لتزويج ابنتها واحدة في كل المسلسلات، حتى بات المشاهد يشعر كأنه يدور في دائرة واحدة ولا شيء يتغير، وكأنه مسلسل متواصل يتكرر كل عام، وإن اختلف الممثلون.
قد تختلف الدراما بين بلد وآخر حسب المشاكل والاولويات التي تفرض نفسها على المجتمع، كما ان طبيعة الممثل والنجم الذي يلعب دور البطولة يساهم في توجيه المسلسل في هذا الاتجاه او ذاك، وحتى في بعض الأحيان وجود نجم كبير بدور صغير يساهم في زيادة امكانية تقدم المسلسل بالأرقام.
واذا أردنا الحديث عن الدراما اللبنانية فانها لا زالت تعيش المرحلة السابقة نفسها، ولازال الممثل اللبناني يعتمد على المبادرة الفردية دون ان يتحول الى العمل الجماعي، فالممثل اللبناني يبدع في المسلسلات المشتركة ويتواضع في الانتاج المحلي، وقد يكون المنتج هو السبب.
اما في سوريا فلا ريب ان السنوات ال 15الاخيرة والتي تلت الحرب شهدت تقلبات وطلعات ونزلات، ولكن ظلت الدراما السورية الضامنة لمكانها في العالم العربي رغم الحرب وعدم الاستقرار، وقد يكون هذا الامر له وقع ايجابي على الدراما التي ادت الى تنوع في الموضوعات اغنت من خلالها الشاشة بسلسلة مسلسلات لاقت نجاحا كبيرا.
اما الدراما المصرية فلا زالت الاولى بلا منازع على صعيد نسبة المشاهدات، فرغم التطور في لبنان وسوريا الا انهما لم يتمكنا من مجاراة ،،ام الدنيا” التي لازالت تستطيع صنع الفارق من دون اي مجهود، وشباك تذاكرها دوما هو الاول ولهجتها المحببة وطبيعة المصريين جعلتها تدخل قلب الجمهور العربي بلا استئذان.