دراسة تكشف عن دواء يساعد في تجاوز اكتئاب ما بعد الولادة عند النساء

أعطت حبوب منع الحمل الأولى من نوعها لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة نتائج واعدة في التجارب الحديثة، ويمكن الموافقة عليها في أقرب وقت في الأسبوع المقبل.

ووفقاً لموقع “nypost” فقد أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي أن حبوب منع الحمل أدت إلى تأثيرات إيجابية على أعراض الاكتئاب وكانت “جيدة التحمل بشكل عام”.

قالت الدكتورة كريستينا ديليجانيديس في بيان صادر عن معاهد فينشتاين للأبحاث الطبية في نورثويل هيلث: “اكتئاب ما بعد الولادة لا يتم التعرف عليه، ولا يتم علاجه، وهو مزعج لأولئك الذين يعيشون مع هذه الحالة. إننا نتعاون مع الباحثين في جميع أنحاء العالم في محاولة لتطوير علاجات أكثر سرعة وفعالية للعديد من النساء اللائي يحتجن إلى الدعم”.

وقد تابعت ديليجانيديس، الباحثة الرئيسية في التجربة، ومديرة الصحة السلوكية للمرأة في مستشفى زوكر هيلسايد في كوينز: “لقد عملنا على أبحاث المنشطات العصبية في PPD منذ ما يقرب من 15 عامًا. وتتبع دراسة SKYLARK التجارب السريرية الناجحة السابقة، ويعد نشر نتائجها لحظة فارقة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة”.

إن الدواء، المسمى zuranolone، هو مضاد للاكتئاب يتم تناوله لمدة أسبوعين فقط وهو موجود في فئة من الأدوية التي تستهدف مستقبلات GABA – التي تتحكم في الإشارات في الجهاز العصبي المركزي – في الدماغ باستخدام مادة تسمى neurosteroid.

يتم الآن تقييم Zuranolone من قبل إدارة الغذاء والدواء، ومن المتوقع اتخاذ قرار في 5 أغسطس.

فحصت الدراسة – التي مولها الشركاء الصيدلانيون Sage Therapeutics و Biogen – 196 من الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة تم تقسيمهن إلى مجموعتين، نصفهن تناولن زورانولون ونصفهن على حبة دواء وهمي، لمدة أسبوعين.

حدثت تطورات إيجابية في أنظمة الاكتئاب لدى جميع الأمهات في اليوم الخامس عشر، لكن اللواتي تناولن الدواء الحقيقي كان لهن نتائج أفضل بكثير. وقد تم الإبلاغ عن التحسينات بعد أربعة وستة أسابيع.

عانى عدد قليل فقط من المشاركين من آثار جانبية مثل الدوخة والنعاس. وفقًا لمؤلفي الدراسة، فإن التأثيرات طويلة المدى هي أكبر ما يُعرف عن حبوب منع الحمل، وليس من الواضح ما إذا كان سيكون لها أي تأثير على الرضاعة الطبيعية.

أظهرت حبوب الستيرويد النشطة عصبيًا التي استمرت 14 يومًا في النهاية “تحسنًا سريعًا وذا مغزى سريريًا في أعراض الاكتئاب في نقاط زمنية محددة”، وفقًا للإصدار.
إذا تمت الموافقة عليه، سيكون zuranolone أول حبة تمت الموافقة عليها لاكتئاب ما بعد الولادة. إن الدواء الآخر الوحيد المتاح حاليًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة هو Zulresso، والذي يتم إعطاؤه من خلال IV بشكل مستمر لمدة 60 ساعة.

قال الدكتور كيفن جيه تريسي، الرئيس والمدير التنفيذي لمعاهد فينشتاين ورئيس Karches Family المتميز في البحوث الطبية، في البيان: “نتائج التجارب السريرية هذه دليل على أن سنوات من المثابرة والتفاني تؤدي إلى تطورات مهمة في الطب”.

تم تصميم Zuranolone لإعادة توازن شبكات الدماغ المسؤولة عن الحالة المزاجية والإثارة والسلوك والإدراك. تؤخذ الحبة سريعة المفعول مرة في اليوم لمدة أسبوعين.

يتسبب الاكتئاب في إبعاد الناقلات العصبية GABA والغلوتامات عن التوازن، مما يؤثر بدوره على نشاط الخلايا العصبية. حيث تركز علاجات الاكتئاب عادةً على زيادة مستويات السيروتونين، لكن الأبحاث بدأت تُظهر أن مستقبلات GABA قد تكون فعالة.

تعاني واحدة من كل سبع نساء من اكتئاب ما بعد الولادة، وذلك وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.

قد يتم الخلط بين اكتئاب ما بعد الولادة على أنه “كآبة ما بعد الولادة” في البداية – والتي تستمر فقط من بضعة أيام إلى أسبوع بعد ولادة الطفل – ولكن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تكون أكثر حدة وتستمر لفترة أطول.

تظهر الأعراض عادةً في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ أيضًا أثناء الحمل أو حتى عام بعد الولادة، وفقًا لمايو كلينيك.

يمكن أن تشمل هذه الأعراض البكاء الشديد، وصعوبة الارتباط بالطفل، والانسحاب من الأصدقاء والعائلة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي تستمتع بها، والقلق الشديد ونوبات الهلع.