خيارات متعددة.. واحتمالات مفتوحة
كتب مدير “مركز بيروت للأخبار”
لا علاقة لما يجري ولا حتى ما حصل في الانتخابات الأميركية وفوز ترمب، ولا حتى الخلافات الداخلية التي ظهرت داخل الكابينت الإسرائيلي، وعلى مجرى الأمور للمعارك الداخلية بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجبهة اللبنانية، أو باقي الجبهات من العراق حتى اليمن وتدخل إيران والقيام بضربات لدولة الكيان بما فيها الضربة المنتظرة لا محالة.
حسب مصدر مطلع الذي أكد أن النوايا التي يضمرها الكيان تجاه غزة ولبنان، يدخل في إطار الأهداف التي ظهرت خلال المعركة وما حملته من أعمال عسكرية على قطاع غزة منذ بداية طوفان الأقصى وصولاً إلى الحرب على لبنان، والتي من المؤكد كانت أهداف مبيتة ومخططاً لها مسبقاً!
فلذلك، لا يمكن تحميل المقاومة مسؤولية ما حصل ويحصل لطالما الإسرائيلي كانت نيته شن حرب هوجاء للقضاء على المقاومة واغتيال قادتها، وقد تم ذلك بشكل تدريجي وصولاً إلى الأمين العام السيد حسن نصر الله، عدا الأهداف الاستراتيجية للأسلحة الصاروخية التي استطاع العدو التمكن من بعض منها، نتيجة بعض العوامل المساعدة للمعلومات المتراكمة خلال فترة السنوات الماضية من دول ومنظمات على علاقة معها، وفي تقديم المساعدة التكنولوجية المختلفة دون تردد وعلى كل المستويات من بعض الأقمار الصناعية الداخلية الموثقة للداتا والتي أصبحت بطريقة أو بأخرى مع الكيان، وهي معلومات غنية لما لها من أهمية الاستفادة منها، لأنها تحتوي على كل سجلات الأحوال الشخصية والكودات لمئات الشخصيات للقوائم والسجلات والقيود!!
وأشار المصدر، أن تلك العوامل مهمة للغاية والتي استطاع الكيان العمل عليها والاستفادة منها، وهي تعتبر عامل من عوامل الخروقات التي استطاعت اسرائيل من خلالها الوصول إلى أهدافها.
وبالرغم من كل ذلك، نستطيع القول إن عودة الجهوزية والقوة الصاروخية، بالإضافة إلى الميدان والتصدي على مختلف الجبهات للتقدم البري وإنزال الخسائر على كافة المستويات، وهي الإضرار بالآليات وسقوط العديد من أفراده بين قتيل وجريح.
واستطرد المصدر نفسه، موضحاً أن فترة ما بعد عام 2000 كانت مرحلة ذهبية حيث كان العدو يتأبى التصعيد أو العمليات أو حتى الظهور المسلح على كافة المحاور الموجبة امتداداً من الناقورة حتى مزارع شبعا، ولكن للأسف كانت المؤامرة على لبنان ومقاومته وجيشه، حتى أن البعض يريد فصل الجيش وإبعاده عما يجري، وأنه بعيد عن الجبهة وغير معني بها عسكرياً، وكأن الجيش للمراقبة فقط مع قوات اليونيفيل في جنوب لبنان وغير مسموح له الرد حيث يلزم، وبذلك يراد تعرية المقاومة من كل مقومات الصمود وتركها وحيدة في المعركة وذلك للضغط على بيئته التي أصبح عدداً كبيراً منها خارج القرى والبلدات التي يقطن فيها مع حركة نزوح نحو العاصمة، لتشكل هي الأخرى حالة من التململ للبعض الآخر وإثارة بعض ردود الفعل بين مكونات المجتمع اللبناني!!
وختم المصدر قائلاً: إن مجريات الأمور الآنية تتعدى كل ما كان يريده العدو من وجود شرخ داخل المجتمع اللبناني، مستفيداً بذلك من ضخ الشائعات بأن هزيمة المقاومة باتت قريبة، وهو عكس ما نشهده اليوم وخاصة في الميدان لاسيما الحرب البرية، عدا عن القوة الصاروخية التي بدأت تظهر قدرتها بالوصول إلى أهدافها وترك بصمات لم تمحَ من ذاكرة إسرائيل لأجيال وأجيال، لأن الواقع الميداني يعتبر حالة مستجدة على دولة الكيان بالتاريخ والجغرافيا والزمان والمكان، وسوف يُكتب ذلك للأجيال المقاومة، ورؤية جديدة للمنطقة ككل لم تعد في إسرائيل كما كانت عليه في الماضي، وستكون مرتكزات جديدة دولية وإقليمية وحسابات تختلف عن حسابات الماضي».
لهذا هل نذهب الى تسوية كبرى بدل الحرب الكبرى من خلال منهجية جديدة يعمل عليها الرئيس ترمب وينفذ وعوده؟ أم تقدير الإسرائيلي بأنه سيستمر في الحرب حتى النهاية، التي يراها نهاية لمحور المقاومة؟ وبالتالي السيطرة الكاملة ستكون من نصيبه؟!
يبدو أن الميدان عاد ليتكلم على مجريات الأمور والأيام المقبلة كفيلة بإعطاء النتائج المنتظرة.