بين الجمهورية اللبنانية ورئيس الجمهورية العتيد مسافة طويلة ومعقدة.. الجمهورية باتت هيكلا عظميا تتأكله الديدان من كل الأحجام والأنواع.ديدان فساد مالي وسياسي واقتصادي واداري وعلى كل المستويات التربوية والصحية والاجتماعية والأخلاقية…
اما رئيس الجمهورية فتلك مشكلة اشد تعقيدا في ظل مؤسسات معطلة الفعل والمفاعيل تتقاسمها الطوائف والمصالح وتتنازع عليها ” مارونيات” حزبية ومناطقية وأطماع خارجية اعتادت اسقاط الرئيس العتيد ب” باراشوت”، لكأن نواب الأمة الأشاوس اخجار دمى تبصم على اسم رئيس يدخل قصر بعبدا مسلوب الأرادة والسلطة.
هي صدمات تتوالى تجتاح لبنات كل ست سنوات، وفي كل مرة ارادت البلاد او “اريد ” لها اقليميا ودوليا انتخاب الرئيس العتيد.
الصدمة الأولى تكمن في اي رئيس لأي جمهورية باتت فعل ماض ناقص.
والصدمة الثانية تتجلى في ان كل الأسماء المطروحة تتبنى السيادة والمحرية والأستقلال ليتبين من خلال التجارب المتكررة انها مسرحية الأجترار الممل في مسرحية سوداء من فصيلة شر البلية ما يضحك.
والصدمة الثالثة تبدو واضحة المعالم في عجز الرئيس ايا كان اسمه ولونه ودوره عن اختراقالمصالح الداخلية والأطماع الخارجية مهما اوتي من الخكمة والصبر لتحطيم صنمية ميثاقية اكذوبة كبرى تدعي العيش المشترك والكل شاهر سلاحه في وجه الأخر.
والصدمة الأكبر يوم خميس يجر خميسا أخر حتى يأتينا الرئيس العتيد! ان تفاصيل ما تعرضت له الكرسي الأولى لا يمكن الأطلاع عليها لأنها من اسرار المريض التي يستحيل الكشف عنها بسهولة. وكما هو معروف فان الأشخاص الذين يتعرضون لاضطرابات ما بعد الصدمة هم اناس قد مروا بتجارب مؤلمة وفيها الكثير من استبلاب كرامة البشر وامتهانها.اناس مسجونون في ماضيهم المؤلم..ولبنان وابناؤه ليسوا بعيدين عن هذه الصدمات يجترونها حتى باتت رفيقة ايامهم وسنواتهم واعمارهم..كل ذلك بانتظار خميس الرئيس.