كما كل يوم ، تقصّد العدو الإسرائيلي شن غارات صوتية على بيروت وضواحيها وصولا الى المتن. وبهذا الفعل “الارعن” استباح الأجواء اللبنانية وخرق كل المواثيق الدولية. ومن المؤكد ان هذه الحماقة جزء من تكتيك في إطار الحرب النفسية، كما ان التعدي المتكرر لا يهدف إلى إرهاب اللبنانيين فحسب، بل أيضا للضغط على مقاومة حزب الله وتحديدا على بيئته ، استباقا للرد المرتقب على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الغارة “الإسرائيلية” على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الثلاثاء الفائت.
وفي سياق الاعتداءات العسكرية بين الدول، يُستخدم خرق جدار الصوت كوسيلة لترهيب السكان وإحداث الفوضى. كما يمكن للطائرات العسكرية التي تتجاوز سرعة الصوت أن تسبب انفجارات صوتية تؤدي إلى تأثيرات سلبية متعددة. لذلك، يمكن ان تلحق الموجات الصوتية الناجمة عن خرق جدار الصوت أضرارا بالبنية التحتية، مثل المباني والنوافذ.
ما هي الخطوات الفعالة للتخفيف من تأثير جدار الصوت في المباني؟ يجيب رئيس “شبكة سلامة المباني” المهندس يوسف فوزي عزام: “لقد ادى تكرار جدار الصوت في الساعات القليلة الماضية الى تكسير النوافذ، وحتى وقوع أجزاء من الاسقف القديمة، مما قد يسبب اصابات لدى المواطنين”.
وقال لـ “الديار”: “يمكن التقليل من الارتدادات ونفاذ جدار الصوت، من خلال ابقاء النوافذ والابواب الزجاجية مفتوحة قليلا، لتفريغ قوة ضغط جدار الصوت. كما يجب تبديل اي زجاج يحتوي على شقوق او كسور، وصيانة الاسقف المتشققة او المنتفخة بشكل موضعي”. وأشار الى “ضرورة عدم وضع أي نوع من الاثاث او الاضاءة او الكتب وغيرها من الأشياء قرب الأسِّرة. إضافة الى كل ذلك، ينبغي التأكد من تثبيت الخزائن والمكتبات والرفوف والاسقف المستعارة وسخانات الماء”.
اللبناني حذر… و”الإسرائيلي” يبلّط البحر!
يؤكد متخصصون في مجال الهندسة الانشائية المتخصصة (Specialized Structural Engineering) لـ “الديار” ان “تقليل تأثيرات خرق جدار الصوت في حالة الاعتداء، يساهم في تحصين المنازل والعمارات. ويتم ذلك من خلال استخدام مواد وتقنيات حديثة لتدعيم المباني والنوافذ ضد تأثيرات الانفجارات الصوتية. بالإضافة الى ذلك، من المهم تطوير خطط طوارئ للتعامل مع الانفجارات الصوتية، وتشمل توعية المواطنين والالتزام ببعض الممارسات التي تساعد في تفادي الخسائر الكبيرة. كما يجب إنشاء قنوات اتصال فعالة لنقل المعلومات والتحذيرات للسكان بسرعة، مما يقلّص وتيرة الفزع، ويسمح باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة”.
وأضافوا: “بتطبيق هذه الإجراءات، يمكن تقليل السطوات السلبية لخرق جدار الصوت في حالة الاعتداءات العسكرية، والحفاظ على سلامة ومعنويات المواطنين”. واشاروا الى “ان هذا الدوي يحصل عندما تتجاوز الطائرة سرعة الصوت، والتي تبلغ حوالي 343 مترا في الثانية (1,235 كيلومترا في الساعة) عند مستوى سطح البحر، مما يسبب موجة صدمية تُسمى “الانفجار الصوتي”، والتي تُحدث ضجيجا عاليا ومباغتا يمكن أن يكون مزعجا أو حتى مضرا للبشر والهياكل”.
هل يجب ان نشرح للأطفال سبب هذا الصوت؟ تجيب الاختصاصية النفسانية فرح “ان تهيئة الأطفال نفسيا وتفسير الأصوات المزعجة، مثل خرق جدار الصوت بشكل علمي، له أهمية كبرى في علم الاجتماع والنفس”.
وقالت لـ “الديار”: “عندما يفهم الأطفال مصدر الأصوات القوية والمفاجئة، مثل خرق جدار الصوت، يتضاءل خوفهم وقلقهم. ومن هنا نعتبر ان الكلام العلمي يساعد في تحويل الصوت من شيء مجهول ومرعب، إلى شيء يمكن فهمه وتوقعه. في المقابل، يعزز التفسير الواضح والصريح من قبل الأهل أو المعلمين شعور الابناء بالأمان”.
وأشارت الى “ان التعليم والشرح يساهمان في بناء ثقة الأطفال بأنفسهم، لا بل قد يشعرون بالقوة والسيطرة عندما يفهمون الموقف، ويعرفون كيفية التصرف عند سماع الصوت. علاوة على ذلك، ان تقديم معلومات علمية حول ظاهرة خرق جدار الصوت، ينمي قدرات الأطفال على التفكير النقدي والعلمي، ويساعدهم على الربط بين الأسباب والنتائج، وبالتالي فهم العالم من حولهم بشكل أفضل”.
وشددت “على أهمية الوعي المجتمعي الذي يساهم في نشر الادراك العلمي والثقافي لدى الاطفال، مما يؤدي إلى مجتمعات أكثر تفهما وتسامحا واستقرارا، لان التربية الإيجابية تعتمد على توفير بيئة داعمة وآمنة للكبار والصغار على حد سواء. وانطلاقا من كل ما تقدم، يعد التعليل المنطقي والتهيئة النفسية من أسس التربية الصحيحة، التي تساعد في تنمية شخصية الأطفال بشكل سليم”.
كيفية السرد والتفسير!
ولفتت الى “ضرورة شرح الحالة بشكل يتناسب مع مستوى فهم الناشئين، واعتماد لغة بسيطة وسهلة الفهم مع أمثلة مرئية أو رسوم توضيحية، والسماح لهم بطرح الأسئلة والإجابة عليها بطريقة علمية وسلسة، مما يعزز فضولهم ورغبتهم في التعلم. يجب أيضا طمأنتهم بأنهم في أمان، وتوضيح أن هذا الأزيز ليس تهديدا وانما هو جزء من تجارب الطائرات، ولا يؤذيهم بشكل مباشر”.
وختمت “ان تهيئة اليافعين معنويا وتفسير الظواهر العلمية لهم بشكل ساطع وحقيقي، له انعكاسات إيجابية كبيرة على صحتهم النفسية والاجتماعية. وهذا يساهم في تخفيف الخوف والقلق، وتوطيد الشعور بالأمان، وتطوير التفكير النقدي والعلمي، مما يؤدي في النهاية إلى تنشئة جيل أكثر وعيا وثقة بالنفس”.
ندى عبد الرزاق- الديار