خطة هوكشتين: إسرائيل تخرج خلال 15 يوماً وتحتفظ بتلال محرّرة
كتب آمال خليل في “الأخبار”:
لم ينجز الجيش اللبناني أمس برنامج انتشاره الذي كان مقرّراً في عدد من المواقع بين رأس الناقورة وعيتا الشعب. كعادتها، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطريق بعمليات تفجير وتمشيط تزامن تنفيذها قبل انطلاق دوريات الجيش. وهو ما حصل في عيتا الشعب والقوزح صباح أمس، إذ بينما كانت دورية مؤلّلة تتجهّز في مركز دبل للانطلاق نحو الصالحاني وعيتا الشعب والقوزح لتفقّد مراكز الجيش تمهيداً لإعادة التمركز فيها، عمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق حملة تمشيط. مع ذلك، أكّدت مصادر عسكرية أن خطة انتشار الجيش مستمرة وفق ما أقرّتها اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار خلال اجتماعها الأخير يوم الإثنين الماضي. تلك الخطة استندت إلى وعود قطعها ممثلو جيش العدو خلال الاجتماع بالانسحاب من كامل البلدات الحدودية التي احتلها منذ بداية تشرين الأول الماضي، علماً أن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين التزم خلال الاجتماع بـ”تنفيذ خطة الانتشار في غضون خمسة عشر يوماً في القطاعات الغربي والأوسط والشرقي”.
هوكشتين وجيفرز وافقا على خطة إسرائيل بالاحتفاظ بثلاث تلال استراتيجية
وقالت مصادر مطّلعة إن خطة هوكشتين مقسّمة إلى ثلاث مراحل زمنية. الأيام الخمسة الأولى تشهد انسحاباً من القطاع الغربي ما بين رأس الناقورة ورميش. فيما الأيام الخمسة الثانية، تشهد انسحاباً من القطاع الأوسط الممتد بين رميش وميس الجبل. أما الأيام الخمسة الأخيرة، فتشهد انسحاباً من القطاع الشرقي الممتد بين ميس الجبل وشبعا. لكنّ الالتزام الزمني قد تعثّر في يومه الأول أمس، إذ اقتصر انتشار الجيش على مداخل الناقورة ومركز الحميض في علما الشعب ومثلث الجبين – طيرحرفا ومثلث وادي العيون بين بيت ليف ورشاف من دون أن يصل إلى عمق البلدات، علماً أن قوات الاحتلال لم تنفذ وعدها بالانسحاب من غالبية تلك البلدات والمواقع من رأس الناقورة واللبونة والضهيرة وصولاً إلى رامية وعيتا الشعب.
وشكّكت مصادر مطّلعة في التزام إسرائيل بمهلة الأسبوعين، وفي حال التزمت، فهي لن تنسحب إلى ما وراء الحدود من كل المناطق التي احتلتها. فقد علمت “الأخبار” أن هوكشتين ومن خلفه رئيس اللجنة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز وافقا على خطة إسرائيل بالاحتفاظ بثلاث تلال استراتيجية سوف تنشئ فيها قواعد عسكرية. ووفق المصادر، فإن تلك النقاط المحررة منذ عام 2000 هي “الأولى: حرج اللبونة في القطاع الغربي الواقع في خراج الناقورة وعلما الشعب ويقابل مستوطنات الجليل الغربي. والثانية: جبل بلاط في القطاع الأوسط بين مروحين ورامية وبيت ليف والقوزح ويقابل مستوطنات زرعيت وشتولا. أما النقطة الثالثة فهي تلة الحمامص بين سهلَي الخيام والوزاني وتقابل مستعمرة المطلة”.
واستعرضت المصادر الأهمية الكبيرة لتلك النقاط التي “تسمح للعدو بكشف مناطق واسعة في القطاعات الثلاثة في جنوبي الليطاني. فضلاً عن أنها تلال غير مأهولة وخالية من العمران تسمح لقوات الاحتلال بالتحرك بسهولة باتجاه الأراضي اللبنانية لتنفيذ اعتداء ما في حال استدعى الأمر”.
خطة انتشار الجيش البطيئة بسبب عرقلة إسرائيل تثير خشية أهالي البلدات الحدودية من مصير عودتهم قريباً. لكنّ أداء الجيش يحظى بثناء جيفرز ومساعده العضو في اللجنة العميد الفرنسي غيوم بونشين اللذين تفقّدا مقر اللواء الخامس في البياضة أمس بالتزامن مع بدء الانتشار في القطاع الغربي. وبحسب بيان السفارة الأميركية في بيروت، فإن جيفرز اعتبر أن “الجيش اللبناني هو المزوّد الأمني الشرعي للبنان ويستمر في إثبات لي ولبقية الآلية أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه حيث يقوم بإزالة مئات القطع من الذخائر”. وتوقّع جيفرز وبونشين “تدمير الجيش مخزونات الأسلحة في الأيام المقبلة، التي استولى عليها من الجماعات المسلحة غير المرخّصة”.
هل سيصمد الاتفاق؟
في تل أبيب عادت المصادر الإعلامية الإسرائيلية والأميركية على السواء، للحديث عن نية جيش الاحتلال البقاء في لبنان بعد الـ 60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت القناة 12 إن السبب “يتعلق بالوضع على الأرض، وإن الجيش اللبناني لا يعمل بالمعدّل المتوقع منه، وإسرائيل ليست مستعدة لترك منطقة دون سيطرتها المثالية عليها”. وذكرت القناة أن إسرائيل “نقلت رسائل إلى لبنان من خلال هوكشتين مفادها أنه إذا لم يقم الجيش اللبناني بزيادة وتيرته، فلن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى البقاء في الميدان”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” نتائج استطلاع للرأي العام يفيد بأن نحو نصف سكان مستعمرات الشمال لم يقرروا بعد العودة إلى منازلهم، و5% فقط قرّروا العودة. وبحسب الاستطلاع، فإن السبب الأساسي لعدم عودتهم هو عدم شعورهم بالأمان بشكل كاف. وهناك 50% من السكان الذين لا ينوون العودة، وأعربوا عن تفضيلهم البقاء في المكان الذي أُخلوا إليه وعدم رغبتهم في العودة إلى منازلهم. وقال 47% من سكان المطلة إنهم لم يعودوا إلى البلدة لأنهم ينتظرون بناء، أو ترميم منازلهم.
وقالت الأغلبية إنها ليست راضية عن التعويضات التي حصلت عليها، وتدّعي بأنها لا تغطّي حجم الضرر الذي تسببت به الحرب لديها. ويشعر السكان، في معظمهم، بأن المجتمع في المستوطنات التي جرى إجلاؤهم عنها لم يبقَ موحّداً.
بيرم يكرر رفض ما حصل في المطار
في جلسة أمس، نقل وزير العمل مصطفى بيرم رسالة من قيادة حزب الله إلى المجلس مفادها أن الحزب لا يقبل ما حصل في مطار بيروت ولا يقبل تكراره، مشيراً إلى أنه لا يمكن الموازاة بين الدولة التي تورّد الصواريخ التي يقصف بها لبنان وتركها تسرح وتمرح على كيفها، بينما يتم التعامل مع الدولة التي تساعد لبنان بالطريقة التي تم فيها الأمر. «لن نسمح بتكرار هذا المشهد، ونحن مع مرجعية القانون إذا طبق على الجميع، لكننا لا نخضع للسردية الاسرائيلية التي تتبنّاها إذاعة متلفزة أو غيرها».