خريطة طريق رئاسية…. لوائح بأسماء المرفوضين
كتب ميشال نصر في “الديار”:
«اسرائيل» مستمرة في خروقاتها الميدانية جوا بحرا وبرا، متسلحة بورقة ضماناتها الثنائية مع الولايات المتحدة الاميركية، التي اعلنت فجأة نقل رئاسة لجنة الرقابة على تنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية، لديبلوماسي بدلا من عسكري. وفي لبنان، جدل مستمر حول ما يجري جنوبا وتوصيف نتائجه، والذي لم يحجبه على اهميته، الاعلان عن جلسة لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية بعد قرابة الشهر، الذي يبقى النقاش حولها دون المستوى المطلوب.
اوساط ديبلوماسية مقربة من «خماسية باريس» اشارت الى ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والسفراء الخمسة، فوجئوا بخطوة رئيس مجلس النواب لجهة تحديده الجلسة في التاسع من كانون الثاني القادم، باعتبار ان النقاشات التي رافقت النقاشات حول وقف النار تحدثت عن جلسة بعد وقف النار بايام وليس اسابيع، مبدية اعتقادها بان الجلسة لن تنتج رئيسا للجمهورية، في ظل التوازنات التي لا زالت قائمة حتى الساعة، والتي يرجح ان تستمر.
غير ان الاوساط، التي اعتبرت ان باريس نجحت في تحقيق خرق شكلي، لجهة تحديد موعد للجلسة، مع تنازل عن شرط الحوار المسبق، دون اي ضمانات «بفرط» النصاب، في حال عدم التوصل الى اتفاق على اسم محدد قبل التاسع من كانون الثاني، وبالتالي العودة الى المربع الاول، غمزت من قناة احد السفراء الذي عرض المضي بخريطة طريق مركبة من ثلاث مراحل:
– الاولى: يعمد كل طرف الى وضع لائحة بالاسماء التي يضع «فيتو» امام وصولها الى بعبدا.
– الثانية: لائحة باسماء خمسة اشخاص وفقا للافضلية التي يوافق عليها.
– الثالثة: يتم اختيار الاسماء الثلاثة الاولى التي تحظى باعلى نسبة تأييد والذهاب بها الى الجلسة العامة.
وختمت الاوساط، بان الاطراف الدولية تميل الى ان المعركة ستكون محصورة بين اسمين، وزير سابق وعميد سابق، من خارج اللوائح المتداولة حتى الساعة، والتي هدفها حرق المرشحين لحصر الاسماء، رغم ان الراعي العلني الاول للعملية اي باريس، تسعى لتسويق اسم مصرفي يعيش على اراضيها وتربطه علاقة عمل بالرئيس ايمانويل ماكرون، مستدركة بان «الام الحنون» تدرك جيدا صعوبة تسويق خيارها داخليا وخارجيا، في ظل «النفور» المسيحي والسني الواضحين من التوجهات الفرنسية السياسية الحالية.
في غضون ذلك، وحتى اللحظة تتقاطع المعلومات من اكثر من جهة، عن عدم وجود اي اتصالات جدية بين الاطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي، متوقعة ان يشهد الاسبوع الطالع بداية الحركة في هذا الاتجاه، رغم ان زوار عين التينة «السريين» من رجال السياسة يلمحون الى عمليات جس نبض يمارسها «ابو مصطفى» عبر تسمية شخصيات بالمباشر، والتلويح باسماء اخرى بالمواربة.
ورأت المصادر ان باريس تضغط بكل قوتها لانجاز الاستحقاق، قبل دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض، من هنا «عتبها» على رئيس مجلس النواب، الذي كان يفترض ان يعين موعدا قبل نهاية العام الحالي افساحا للمجال في حال عدم التوصل الى اتفاق لجلسات اخرى،لان معادلات الرئاسة اللبنانية بعد العشرين من كانون الثاني ستكون مختلفة تماما.