كتبت فاطمة شكر في “الديار”:
منذ اللحظة الأولى لانطلاق المفاوضات بين لبنان والعدو الاسرائيلي تكشفت عدة أمور بناء على مصادر عديدة أوضحت بتوصيفات مختلفة مجريات الأمور التفاوضية منذ بداية الحرب وحتى الساعة.
مصادر مطلعة أكدت “أن حكومة العدو وعلى رأسها نتنياهو كانت منذ البداية تتلاعب بكل ما لديها باتجاه المفاوضات وهي تقوم بعكس كل ما له علاقة بانهاء الحرب ووقف إطلاق النار أو أي من المفاوضات التي قام بها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين أو حتى وزير الخارجية أنطوني بلينكن وأن كل الجولات التفاوضية كانت تستغلها حكومة نتنياهو من اجل تحقيق أهداف كانت سبقت واتخذت قرارات بها منذ بداية حرب السابع من اكتوبر من العام الماضي وحتى ما قبل ذلك بفترة طويلة حيث كانت تعد العدة لكل ما قامت به من عمليات أمنية أكانت تفجيرات البيجر أو الأجهزة الأخرى وصولاً إلى اغتيال قادة المقاومة وعلى رأسهم الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله، وهي بذلك كانت تستغل كل ما له علاقة بالمفاوضات باستعمال المفاوضين كورقة استغلالية لما لها من عاملٍ يتمثل بالحركة الديبلوماسية للإدارة الأميركية التي تظهر نفسها على أنها الحمل الوديع اتجاه ما يجري من صراعات في المنطقة بما فيها الشرق الأوسط بالإضافة إلى استغلال المنظومة الأممية المتمثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن مع العلم ان نتنياهو ظهر علناً ليظهر من خلال ما قام به بالاستخفاف وعدم التقيد بأي من القرارات الدولية التي من شأنها وقف الحرب أو أي من المفاوضات، كما استغل من على منبر الامم المتحدة لينفذ عملية غدره باغتيال الأمين العام على مرأى ومسمع ومخادعاً المجتمع الدولي بأسره”.
في حين يقول مصدرٌ سياسي آخر أن “التطورات تتمحور حول المفاوضات التي كان من الممكن ان تنهي العدوان على لبنان من خلال المبادرة التي كان يحملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري، اضافة إلى الميدان خلال المواجهات التي كان يخوضها المقاومون على الحدود اللبنانية في مواجهة العدو الاسرائيلي وخصوصاً في محور الخيام”.
ويتابع المصدر أن “العدو الاسرائيلي الذي أنهى أهدافه العسكرية منذ الأيام الأولى للحرب ذهب ليرتكب المجازر بحق المدنيين اللبنانيين والمدن والقرى اللبنانية، وبدا ذلك واضحاً هذا الاسبوع الذي شهد أوسع استهدافات للمدنيين وخصوصاً في البقاع، إضافة لاستهداف مدينتي بعلبك وصور والضاحية الجنوبية والنبطية وبقية القرى الجنوبية”. كل ذلك وبحسب المصدر “يأتي في سياق التصعيد الاسرائيلي لمواجهة الداخل للبناني و الضغط على بيئة وقوى المقاومة والقيادات السياسية للقبول بالشروط الاسرائيلية التي تحدث عنها المسؤولون الاسرائيليون عبر إضافة بعض البنود إلى القرار 1701 وأخطرها السماح للجيش الاسرائيلي بالدخول الى لبنان في أي وقت لمراقبة انتشار المقاومة أو وصول السلاح اليها و السماح للطيران الاسرائيلي بمراقبة الاجواء اللبنانية متى شاء، وأمام هذه التطورات وبعد زيارة الوفد الاميركي الى الكيان و لقائه المسؤولين الاسرائيليين تبين أن خيار المفاوضات قد فشل في ظل استمرار القرار الاسرائيلي بشن الحرب على لبنان وما أعلنه الرئيس نبيه بري أن هدف العدو تحويل لبنان إلى غزة، ويتابع المصدر أن الميدان نجح في صد كل المحاولات الاسرائيلية لتحقيق إنجازات غير تقليدية وخصوصاً في الخيام التي شهدت المناطق المحيطة بها معارك قاسية بين المقاومة و جيش العدو الصهيوني، وما استمرار إطلاق المقاومة للصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الصهيوني والتي أدت إلى نزوح مئات آلاف الصهاينة الى الملاجئ وصدور العديد من المواقف الاسرائيلية التي تؤكد فشل الجيش الاسرائيلي في القضاء على حزب الله والحاجة للذهاب إلى المفاوضات السياسية إلا تأكيدٌ واضحٌ على صلابة المقاومة وشجاعتها”.
ويؤكد المصدر أن “العدو الاسرائيلي وفي إطار الضغط على المقاومة وعلى لبنان عمد إلى إصدار بيانات التحذير للبنانيين وخصوصاً في البقاع وعلى مساحاتٍ كبيرة للخروج من المدن والقرى بهدف زيادة عدد النازحين والذي وصل عددها إلى مليون وخمسمائة ألف مواطن حسب بعض التقديرات، كل ذلك يجعل هذا الملف من أخطر الملفات التي ينبغي الالتفات اليها بهدف قطع الطريق على كل المحاولات لإحداث فتنة داخلية أو العودة الى الحرب الأهلية، وهذا ما تسعى إليه جاهدةً العديد من المرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية”.
في المحصلة، الحرب الاسرائيلية مستمرة لحين معرفة أفق الانتخابات الأميركية وانعكاسها على الداخل الاسرائيلي وعلى المنطقة ككل، في حين يبقى الرهان على دور المقاومة في مواجهة جيش العدو الاسرائيلي والعمل لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز الوعي الداخلي في ظل المحاولات المستمرة لإثارة فتنة أو للادعاء بهزيمة المقاومة وانتصار العدو.
في المحصلة، يبقى الفصل للميدان أولاً وأخيراً وبيننا وبين العدو الأيام والليالي والساعات كما قال سماحة الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله “قدس” والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم حفظه الله.