كتب دقاسم قصير:
استكمالا للمقال الذي نشرته امس حول اهداف استهداف الطائفة الشيعية ساتابع اليوم الحديث عارضا لبعض المعلومات التي امتلكها دون الحديث عن الأسماء والجهات والمؤسسات والقوى السياسية والحزبية التي تتولى هذه الحملة منعا للدخول في سجالات وطبعا هذا لا يعني ان الاستهداف يتم من قبل المجتمع اللبناني بل من بعض الجهات والاوساط الخارجية وهناك مؤسسات تحظى بالتمويل الخارجي لمتابعة هذه الحملة .
كما لا يعني الدفاع عن الطائفة الشيعية رفض النقد الموضوعي والحوار حول مختلف القضايا .
استهداف الطائفة الشيعية ورموزها السياسية بدا منذ عدة سنوات ولا سيما بعد تحرك 17تشرين الاول في العام 2019 ورفض هذه الطائفة القبول باخذ لبنان الى الفوضى السياسية والمالية والاقتصادية وكانت هناك عملية شيطنة لرموز الطائفة السياسية والمقاومة وهذه الحملة استكمالا للحملة التي بدات سابقا لاستهداف حزب ا لل ه بسبب تعاظم دوره في الداخل والخارج وكانت هناك حملة منظمة داخلية وخارجية وعقدت العديد من المؤتمرات لشيطنة الحزب ورموزه وخصوصا امينه العام .
لكن هذه الحملة زادت مع بدء حرب الإسناد للقضية الفلسطينية وحرب غزة وكانت الضغوط الداخلية والخارجية تقوى بهدف وقف دعم الحزب لاهالي غزة والعمل لتغيير الواقع السياسي الداخلي لخدمة الاهداف الخارجية الأمريكية والإسرائيلية.
وزادت هذه الحملة مع بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان وما قام به العدو الإسرائيلي من استهداف القيادات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
طبعا نسجل هنا ايجابا مواقف العديد من القوى السياسية والحزبية اللبنانية الرافضة للمشروع الإسرائيلي والاميركي وكذلك نسجل ايجابا حالة التضامن اللبنانية الشعبية مع ابناء هذه الطائفة الذين هجروا الى مختلف المناطق وهذا ساهم في منع العدو من تحقيق اهدافه التقسيمية او اثارة الفتن الداخلية وان كنا سمعنا من يدعو لانتخابات رئاسية بدون نواب الطائفة الشيعية.
لكن على الصعيد الاعلامي والثقافي والسياسي تطورت الحملة وتضمنت استهداف مؤسسة القرض الحسن ومن ثم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ودار الافتاء الحعفري الممتاز وصولا لاستهداف المؤسسات التعليمية والتربوية واتهامها بانها تنشيء اجيالا غير وطنية ومن ثم استهداف القيم الدينية وخصوصا الثورة الحسينية والارتباط بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وقيم التضحية والفداء والتشكيك بدور هذه الطائفة والحديث انها جالية ايرانية او مرتبطة بالخارج ونشر ثقافة الهزيمة ونشر معلومات غير صحيحة عن اموال الخمس ودور علماء الدين ومؤسسات المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى .
وتطورت الحملة على الصعيد المالي عبر الدعوة لمنع وصولا المساعدات الخارجية لدعم ابناء الطائفة ومنع اعادة الاعمار والبناء والتخلي عن حماية هذه الطائفة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية وصولا لمهاجمة المفتي الحعفري الممتاز سماحة الشيخ احمد قبلان ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب وبقية الرموز الدينية.
الشواهد كثيرة وهناك محاولات لاختراع مجموعات ومؤسسات من اجل اختراق المجتمع الشيعي وكسر تمثيل الحزب وحركة أمل للتمثيل السياسي والشعبي وصولا لاستهداف شخصية رئيس المجلس النيابي الرئيس نبيه بري والدعوة لاستبداله بشخصية اخرى والتحضير للمعركة النيابية المقبلة .
طبعا هناك وثائق ومعلومات تفصيلية موجودة تؤكد كل هذه الحملة مع ضرورة توجيه التقدير لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي رفض هذه الحملة وتصدى لها وقد اشاد امس في كلمته في ذكرى الحرب الأهلية بدور المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومواقفه وكذلك الاشادة بمواقف كل المرجعيات الدينية والسياسية والحزبية والاعلامية التي ترفض هذه الحملة .
المعركة مستمرة والحملة مستمرة وستتصاعد في الايام القادمة والخوف ان يكون كل ذلك تحضيرا لاضعاف هذه الطائفة واستهدافها الجغرافي والديمغرافي والبشري كما حصل في مراحل سابقة ولان هذه الطائفة تدعم القضية الفلسطينية وترفض التطبيع والاستسلام.
ولكن الله غالب على امره ولو كره المشركون والمنافقون .
وان تنصروا الله ينصركم والله متم نوره ولو كره المشركون.
ولذا علينا ان نتداعي جميعا كلبنانيين بشكل عام وابناء هذه الطائفة للوقوف بوجه هذه الحملة والتضامن مع رموزها الدينية والسياسية والحزبية ومؤسساتها الدينية.