مع تجاوز درجة الحرارة 43 مئوية في مدينة فينيكس الأميركية لليوم الثاني والعشرين، استمتعت بومة النسر الأوراسية بالاستحمام لفترة طويلة أمس الجمعة بينما تناولت القرود والخيول مثلجات بعضها محلى بمشروب بارد.
وابتكرت حديقة حيوان فينيكس طرقاً لا تعدّ ولا تحصى لتبريد الحيوانات في موجة الحر التي تجاوزت درجاتها أرقاماً قياسيّة، بما في ذلك خراطيم ورشاشات مياه ووسادات تبريد وبرك مياه ومراوح ومبان مكيفة.
وقالت حارسة في الحديقة تدعى ليزي نيومان: “من المهم أن نحافظ على تبريد حيواناتنا المحلية، والأهم من ذلك الحيوانات الوافدة في الصيف”.
ووقفت آرتشي، البومة التي تنتمي فصائلها إلى أوروبا وآسيا، بهدوء تحت رشاش المياه، بينما استمتع جيك، حصان الجر البلجيكي بتناول طعامه المثلج.
وقالت جيل بوردي، وهي من كبار الحراس في الحديقة: “الخيول هشة للغاية في الواقع عندما يتعلق الأمر بالحرارة. لذلك عليك التأكد من أنّ لديك مراوح عند 32 درجة، وهذا متوفر طوال الوقت الآن، ورذاذ عند 37 درجة. هذا يساعد على تخفيف الكثير من الحرارة في الجو”.
وفي قرية القرود، قامت قرود السنجاب الصغيرة بسحب الأطعمة المجمدة من الدلاء. وفي بعض الأحيان يحصلون على الماء المخلوط بشراب بارد ومنعش.
وقالت إيمي ديتز الحارسة بالحديقة: “لدينا رشاشات، لدينا وسادات باردة، لذا فإن الأرفف التي يمكنهم الاستلقاء عليها باردة بالفعل، كما أننا نصنع حلوى مثلجة في بعض الأحيان”.
وأضافت: “لذلك حصلوا اليوم على عنب مجمد وبعض الطعام المهروس المجمد”.
وأعلنت السلطات أنّ الموجة الحارة القياسية التي تضرب جنوب #الولايات المتحدة منذ أيام عدة ستمتد إلى أنحاء أخرى في البلاد، محذرة من أن تموز الحالي قد يكون أكثر الأشهر سخونة على الأرض.
وحذّرت مصلحة الطقس الوطنية (إن دبليو إس) من أن نحو 80 مليون أميركي سيواجهون درجات حرارة تصل إلى 41 درجة مئوية أو أعلى في نهاية هذا الأسبوع.
مجسم ANDI لتجربة الحرارة والرياح من خلال التعرق والتنفس في الهواء الطلق لمعرفة المزيد عن تأثير التعرض للحرارة على جسم الإنسان في جامعة ولاية أريزونا خلال #موجة حرارة قياسية (أ ف ب).
ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 46 درجة مئوية في فينيكس في أريزونا (جنوب غرب) التي تشهد حاليّاً أطول موجة حر مسجلة، ذلك أن الحرارة فيها تجاوزت الجمعة 43 درجة مئوية لليوم الثاني والعشرين توالياً.
واندلع حريق الخميس في أحد مواقع تخزين البروبان وصاحبته انفجارات صهاريج غاز.
وقال مسؤول محلي عن خدمات الإطفاء لتلفزيون “كيه بي إتش أو” المحلي “في يوم حار مثل هذا، صهاريج البروبان هذه تصبح قنابل موقوتة حقيقية” قد يصل مدى حطامها إلى أكثر من 450 متراً.
على بُعد نحو 500 كيلومتر من هذا المكان، في كاليفورنيا، ينجذب السياح إلى وادي الموت الذي يُسجّل درجات الحرارة الأكثر سخونة على الكوكب، ويرغب هؤلاء في التقاط صور لهم إلى جانب شاشة تعرض درجات حرارة دائماً ما تكون شديدة الارتفاع.
وتوفي رجل يبلغ 71 عاماً في هذا المكان في وقت سابق هذا الأسبوع، ويشتبه حراس متنزه ديث فالي الوطني في أنّ “الحرارة أدّت دوراً” في وفاته.
بالنسبة إلى بقية شهر تموز، يُتوقع أن تتحرّك الموجة الحارة نحو وسط البلاد، على جانب جبال روكي والسهول الكبرى في الغرب الأوسط، وفق الوكالة الأميركية لرصد المحيطات والغلاف الجوي (إن أو إيه إيه).
وقال غيفين شميت، كبير علماء المناخ في ناسا، للصحافة إن تموز بات في طريقه لتحطيم الرقم القياسي للشهر الأكثر السخونة المُسجّل على الأرض، ليس منذ أن بدأت عمليات قياس الحرارة فحسب ولكن أيضاً منذ “مئات إن لم تكن آلاف السنين”.
وقال إنّ الأمر لا يرجع فقط إلى “إل نينيو”، وهي ظاهرة مناخية تنشأ في المحيط الهادئ وتتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وأشار إلى أنّ درجات الحرارة القصوى ستستمرّ لأنّنا “نُواصل إطلاق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي”.