صـدر عـن حـركـة حـمـاس، اليوم الجمعة، بيان نعت فيه القائد المجاهد الشهيد والرَّمز الوطني الكبير يحيى السنوار “أبو إبراهيم”.
وجاء في بيان النعي: “نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم، القائد المجاهد الشهيد والرَّمز الوطني الكبير يحيى السنوار “أبو إبراهيم”، قائد معركة طوفان الأقصى، بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة.
تُعلن الحركة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعًا وأحرار العالم عن فقدان رجل من أنبل الرجال وأشجعهم، الذي كرس حياته من أجل فلسطين وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها. صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدًا مع من سبقه من إخوانه الشهداء.
ننعى القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائد معركة طوفان الأقصى، الذي ارتقى بطلاً شهيدًا، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقًا سلاحه، مشتبكًا ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف.
تنقل القائد الشهيد بين جميع المواقع القتالية، صامدًا مرابطًا على أرض غزة العزّة، مدافعًا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهمًا في إذكاء روح الصمود والصبر والرابط والمقاومة.
أبناءَ شعبنا العظيم، أمتنا العربية والإسلامية، أحرار العالم:
لقد عاش القائد الشهيد يحيى السنوار مجاهدًا، وشق طريقه في حركة حماس منذ كان شابًا يافعًا منخرطًا في أعمالها الجهادية. ثم قضى 23 عامًا في الأسر، قاهرًا للسجّان الصهيوني، وبعد خروجه من السجن في صفقة وفاء الأحرار واصل عطاءه وتخطيطه وجهاده.
حتى جاء السابع من تشرين الاول 2023م، يوم الطوفان العظيم الذي زلزل عمق الكيان وكشف هشاشة أمنه المزعوم، وما تلاه من ملاحم الصمود الأسطوري لشعبنا وبسالة مقاومتنا المظفرة. نال أشرف مقام وأرفع وسام، وارتقى إلى جوار ربه شهيدًا راضيًا بما قدم من جهاد وعطاء.
وكان الشهيد القائد يحيى السنوار استمرارا لقافلة القادة الشهداء العظام على خطى الشهيد المؤسس الشيخ المجاهد أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والمقادمة وأبو شنب وجمال منصور وجمال سليم، والشهيد القائد إسماعيل هنية ونائبه الشيخ صالح العاروري، وقافلة الشهداء من جميع قادة وأبناء شعبنا وأمتنا.
نؤكد أن هذه الدماء ستظل توقد لنا الطريق وتشكل دافعًا لمزيد من الصمود والثبات. وحركة حماس ماضية على عهد القادة المؤسسين والشهداء حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، بإذن الله.
ستتحول لعنة على المحتلين الغزاة الطارئين على هذه الأرض. أبناء شعبنا العظيم، أمتنا العربية والإسلامية، أحرار العالم:
إن استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار وكل قادة ورموز الحركة الذين سبقوه على درب العزّة والشهادة ومشروع التحرير والعودة، لن يزيد حركة حماس ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصرارًا على المضي في دربهم والوفاء لدمائهم وتضحياتهم.
إن حركة تقدم قادتها وأبناءها شهداء على درب الدفاع عن حقوق شعبها هي حركة أبية أصيلة، متجذرة في شعبها.
نقول للمتباكين على أسرى الاحتلال لدى المقاومة إن هؤلاء الأسرى لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب منها، وخروج أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال.
إننا ماضون في نهج حماس، وروح طوفان الأقصى ستبقى جذوتها متقدة، تنبض بالحياة في نفوس أبناء شعبنا، وإننا على عهدك أبا إبراهيم، ورايتك لن تسقط بل ستظل خفاقة مرفوعة عالية.
سلام عليك أبا إبراهيم، الرجل الزاهد العابد التقي. سلام عليك أسيرًا، سلام عليك مجاهدًا، سلام عليك شهيدًا. سلام عليك إذ سيدون التاريخ أنك كتبت السطر الأول في حرب التحرير ونهاية الاحتلال.
رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا”.