حلحلة البلد.. لا العقد
كتب المحرر السياسي-المشهد اليوم
شد الحبال لا زال قائما فالاستشارات التي كانت بين أخذ ورد و استمرار المفاوضات على قاعدة تذليل العقبات لهدف السعي نحو تحسين الوضع المأزوم جدا، تحولت اليوم لابتزازات موصوفة بحلحلة البلد لا العقد.
بعد أخذ مبادرة الرئيس بري منحى المشاورات وبدء سلسلة الاجتماعات لم تنجح أي من تلك الاخيرة بالتقدم ولو خطوة نحو الحل، بل على العكس بدأت المبادرة تتحول لنقطة ضغط وابتزاز خاصة بعد تأجج الخلاف بين باسيل والحريري ورفض كليهما أي سبل للتنازل. ان ما كان بالأمس صار أزمة انعدام الثقة بالشراكات الوطنية ظهر أنه ليس سوى كيدية بعيدة كل البعد حتى عن المناكفات الشخصية.
بعد الجلسة النيابية التي كانت عقدت لمناقشة رسالة الرئيس عون وبعد خطاب الرئيس المكلف وبدء تهديدات الاستقالة من نواب التيار الوطني الحر، بدأت تتجلى ملامح هذه التهديدات في تصعيد جديد اق. به التيار موضحا أنه سوف يتجه نحو الاستقالة في حال لم يكلف الرئيس الحريري الحكومة، بإشارة إلى وجوب انعقاد طاولة حوار يبنى على اساسها قرار التصعيد او الحلحلة.
انحلال في ارتقاب الحلحلة هو أكثر ما يصف الحال اللبناني اليوم، فانتظار الحكومة والمشاورات ضاعت بوصلة الوضع الداخلي بين أزماته المعيشية والاقتصادية المزرية اليوم. وفي السياق قرار جديد لمجلس الشورى اوعز به لضرورة تسديد الدولار بالدولار وليس على سعر صرف ال 3900 مما كان ابطال لقرارات حاكم مصرف لبنان، بغياب شبه كلي عن اي تلويح بالحل للأزمات المعيشية.
طوابير السيارات مازالت تصطف أمام محطات الوقود على أمل الحصول على قليل من المادة النادرة مع شح فيها بسبب التهريب والاحتكار وتمنع مصرف لبنان من تسيير أوراق مستوردي المحروقات نظرًا لعدم وجود احتياطات من النقد الأجنبي.
هذا الامر ينسحب أيضا على قطاع الكهرباء مع فقدان الفيول من محطات إنتاج الكهرباء بسبب رفض مصرف لبنان توقيع اعتمادات اضافية لشركة كهرباء لبنان.
الى ذلك ما زالت المشكلة قائمة في قطاع الأدوية بين وزارة الصحة العامة من جهة ومصرف لبنان من جهة ثانية والمستوردين من جهة ثالثة نتيجة الارقام الخيالية التي أعلن عنها مصرف لبنان عن الفاتورة الدوائية.
سجل كورونا امس 242 إصابة جديدة بـ وباء كورونا اضافة الى تسجيل 6 حالات وفاة.