حكومة السيرة الذاتية الأكاديمية

حكومة السيرة الذاتية الأكاديمية

كتب نقيب المحامين السابق في بيروت ناضر كسبار:
في مناسبة إجتماعية، سألني احد الاصدقاء ممن يتعاطون الشأن العام: لماذا تنتقد الرئيس سلام والحكومة، ولا تعتبرها حكومة المرحلة الراهنة، وهي التي تضم وجوهاً أكاديمية متخرجة من أعلى الجامعات في العالم؟.

أجبته بكل هدوء. هل تذكر ايام زمان كلما كان هناك انتخابات رئاسية كانوا يقترحون رئيس منظمة الاغذية الدولية F.A.O. المرحوم إدوار صوما؟. واليوم يقترحون احد ابرز مديري الشركات العالمية وافهمهم كارلوس غصن؟. هؤلاء بارعون في مجال عملهم، وخصوصاً في الخارج، ولكن ماذا يعلمون عن وضع الداخل وعن المشاكل والنزاعات وعمل الادارات والمؤسسات في لبنان؟. وكيف “يقلعون” مع السياسيين المخضرمين؟. ومنذ عدة اسابيع، اعطى الدكتور جعجع مثلا عن الكاتب الكبير امين معلوف، وانه لا يمكن له النجاح في وزارة الثقافة في لبنان، وهو الذي نال ووصل الى اعلى المراتب.

أطلقت على الحكومة حكومة ألC.V. اي حكومة السيرة الذاتية، وحكومة الصداقات اي اصدقاء المسؤولين. فماذا ينفع ال C.V. من اقوى الجامعات في العالم لتبؤ صاحبه مركز وزير؟. نحن نفهم ان صاحب هذا الC.V. قد يصلح ليعطي دروساً جامعية في اقوى الجامعات، وليشرف على طالبي الدكتوراه. أما العمل الاداري فمختلف كلياً. اذ ليس كل مهني قوي يكون قوياً في الادارة. سواء في القضاء او المحاماة او في اي مركز او منصب اداري او سياسي.

هذا الامر لا ينطبق على فخامة الرئيس العماد جوزيف عون، المطلع على الشاردة والواردة، والذي نجح في قيادة المؤسسة العسكرية. فالرئيس الاب يعلم ان القيادة محبة، وان القيادة اخلاق وخبرة وحكمة وبعد نظر. وينطبق عليه قول الشاعر علي بن الجهم (من العصر العباسي)
نميل على جوانبه كأنا
لعزنتا نميل على أبينا
نُقَلِبُهُ لِنَخبُرَ حاليته
فَنَخبُرُ منهما كرماً ولينا

الرئيس العماد جوزيف لم يأت ليشتغل. بل اتى ليكمل الشغل وليتابع المسيرة التي بدأها منذ توليه قيادة الجيش.

حكومة السيرة الذاتية الأكاديمية

Exit mobile version