حكم صادم في”كلام صادق”!* /كتب البير خوري/
لا اعرف من وصف يوما ب”مهنة البحث عن المتاعب”لكني اعرف بالتأكيد عشرات الزملاء الاعلاميين والصحافيين في لبنان وخارجه ممن دفعوا اثمانا غالية دفاعا عن حرية الرأي والكلمة.بعضهم سقط شهيدا،وبعضهم امضى سنوات خلف القضبان،وأخرون جرى نفيهم خارج اوطانهم بعد طول قهر وتعذيب.
اقول ذلك حتى لا تتكرر الحكاية مع الزميلة دينا معدة مقدمة”كلام صادق”
على شاشة (M.t.v)
بعد الحكم الصادم بحبسها سنة وتغريمها ١١٠ ملايين ليرة،والأكثر صدما تجريدها من حقوقها المدنية!حكم ينافي احترام القوانين في رأي نقابة المحررين وعملية تدجين خطرة لحرية الرأي والكلمة بكلام واضح
لمسؤولين من كل الاتجاهات والمواقف
لست في معرض الدفاع عن اراء ديما صادق،لكني بالتأكيد احترم جرأتها في تناول مواضيعها وما تبءله من جهد في البحث والتنقيب عما تعتبره حقائق يجب التعبير عنها امام الرأي العام بصوت عالي النبرة
وبكامل حريتها.
والحقيقة ان لدي ما يكفي من المأخذ والاعتراضات على ما يصدر من ديما احيانا بحق فريق سياسي كبير يعتبر اتهتمات دينا منافية للحقيقة الهدف منه زرع الفتنة في البلاد ما دفع هذا الفريق الى تقديم ظعوى ضدها يتهمها بالذم والقدح والتحريض،
وبالتالي محاكمتها امام القضاء.
هنا تبرز الاشكالية القانونية التي دفعت
نقابة المحررين الى رفع الصوت على ان الاعلامية المتهمة يجب ان تخضع لقانون المطبوعات المختص بمحاكمة الاعلاميين وليي الى القاضي المنفرد والجزائي في بيروت علما ان تجريد مواطن من حقوقه المدنية يرتبط بجرائم محددة وليس بينها ما يدين الزميلة دينا لا من قريب ولا من بعيد.
اكرر ليس في ما اقول تبرئة للزميلة ولا اتهاما لها،لكن ذلك لا ينفي ان القضاء اصدر حكما سياسيا بالدرجة الأولى.يشاركني الرأي مئات الزملاء الذين وجدوا في حكم ااقاضية روزين مجيلي يخالف بطريقة واضحة وفجة مبدأ فصل السلطات وفي مقدمها فصل القضاء عن السياسة
لا شك في ان دبما ومن خلال برنامجها
“كلام صادق”ترتبط سياسيا وقناة بجهة تدعمها وتستند اليها
لكنها ليست الوحيدة في لبنان والعالم. كل من يعمل في مهنة
المتاعب،يرتبطون بحهات سياسية يسوّقون لها وبعتبرون في ما يكتبون او ينادون من اولى مبادئ حرية الكلمة والرأي في حين ان الحرية لم تعد اكثر من حلم لدى بعض اعلاميين مجانين امثالي يعيشون خارج زمانهم ومكانهم.
لقد خسر لبنان في خلال ما يناهز نصف قرن”اقلاما مجنونة”
كثيرة وكبيرة،كما تعرّض أخرون لمحاولات اغتيال واعتقال وتعذيب..
لقد أن الوقت ومن خلال محاكمة دينا صادق قصائيا في العلن وسياسيا في العمق،ان يتحرر القضاء اللبناني من السلطة السياسية المتعددة المواقف والأهداف،وبالتالي احترام حرية الكلمة ولو كتبها قلم مجنون او قالها صوت صادق حتى لا يتكرر مسلسل
“العصاة الغليظة”
بحق اعلاميين جريمتهم انهم أمنوا بالحرية والحلم والعدالة.