حفلة جنون جديدة شمالي غزة: العدو يُطبق على المستشفيات
كتب يوسف فارس في “الأخبار”:
أقام جيش العدو حفلة جنون جديدة في محيط مستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة. فبعد ساعات من الهدوء الحذر، تقدّمت آلياته، ليل السبت – الأحد، ومعها عدد من الروبوتات المفخّخة، إلى محيط بوابات المستشفى تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف، وأحاطت البوابات بتلك الروبوتات على مسافة لا تتجاوز الـ50 متراً. وبعد منتصف الليل، بدأ العرض؛ حيث شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية العشرات من الغارات التي طاولت منازل مأهولة في محيط المستشفى، ثم توالت الانفجارات المهولة التي اهتزت لها الأبنية على بعد عشرات الكيلومترات، بل وسمعها سكان وسط القطاع. وفي غضون ذلك، شرع جيش الاحتلال في حملة ترهيب للمحاصَرين، الذين لم يجدوا مكاناً يلجأون إليه سوى ممرات المستشفى، بعدما تسبّبت الانفجارات العنيفة بتخريب كبير لجدرانه والمقدّرات الطبية فيه، في حين أطلقت طائرات «كوادكابتر» قنابل ورصاصاً على أقسام العناية المركّزة والأطفال الحديثي الولادة بشكل مباشر.
ووفقاً لمحاصَرين تحدّثت معهم «الأخبار»، فإن نحو 150 من الطواقم الطبية ومرافقي المرضى و60 جريحاً باتوا يخشون الموت جوعاً، إذا لم يُقتلوا بالقصف والرصاص. ويقول أحدهم: «نحن غارقون في الظلام بعد أن قصف الاحتلال مولّدات الكهرباء. ننام بين الممرات ووسط جثامين الشهداء الذين لا نستطيع دفنهم. لا يعرف بعضُنا بعضاً إلا بالأصوات». ووفقاً لمدير المستشفى، حسام أبو صفية، فقد طلب جيش الاحتلال من إدارة المستشفى والكادر الطبي والجرحى إخلاءه وسط القصف، من دون أن يسمح لهم باستخدام سيارات إسعاف أو معدات لنقل الأجهزة الطبية إلى مستشفى «الإندونيسي»، ما يجعل عملية الإخلاء مستحيلة. ويضيف: «إننا نموت ولا أحد يسأل عنا. يستهدف جيش الاحتلال المستشفى بشكل مباشر ومن دون أي داع. ومن يقترب من البوابة يُقتل بصاروخ من طائرة مُسيّرة».
العشرات من المرضى وأفراد الطواقم يخشون الموت جوعاً إن لم يكن قتلاً
وبالتوازي مع الهجوم، شنّ جيش العدو عدداً من الغارات على محيط مستشفى «العودة» في تل الزعتر، وأطلق الرصاص الكثيف في اتجاه النوافذ والأقسام، ومنع وفود «منظمة الصحة العالمية» من الوصول إليه.
وتزامن هذا الضغط الميداني الكبير، مع قصف جيش العدو للعشرات من الأهداف والشقق السكنية وتجمعات المواطنين في كل مناطق شمال وادي غزة، حيث صبّ نيرانه، أمس، على سبعة تجمّعات للمواطنين في أحياء جباليا البلد وجباليا النزلة والشيخ رضوان والشجاعية والدرج، كما ارتكب جريمة بشعة في مركز إيواء «موسى بن نصير»، وقصف سيارة مدنية في شارع الجلاء، ما تسبّب في استشهاد أكثر من 40 مواطناً.
في مقابل ذلك، نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عدة عمليات ميدانية في المناطق المحاصرة؛ إذ أعلنت «كتائب القسام» استهداف قوة راجلة مكوّنة من 9 جنود بقذيفة مضادة للتحصينات من نوع «تي بي جي»، كما أكّدت تدمير ناقلة جند في حي العلمي في مخيم جباليا، وقنص جندي وسط المخيم، واستهداف دبابة في منطقة بيت حانون. وبدورها، تحدّثت «سرايا القدس» عن تمكّن أحد استشهادييها من اقتحام ناقلة جند صهيونية وتنفيذ عملية نوعية بتفجير عبوة «العمل الفدائي» في من بداخلها من الجنود، عند مدخل أبراج العودة في عزبة بيت حانون. كما أعلنت كل من السرايا و»مجموعات عمر القاسم» استهداف حاجز «نتساريم» بقذائف الهاون.