كتب قاسم قصير في جسور
يومًا بعد يوم تزداد حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون في الوصول الى موقع الرئاسة الاولى ، رغم ان العماد عون لا يزال حريصا على الإلتزام بالصمت المطلق والحذر الشديد أمام محدثيه عن معركة رئاسة الجمهورية الأولى وكونه الشخصية الأكثر قدرة على تولي هذه المهمة في المرحلة المقبلة.
وفي اللقاءات التي يعقدها قائد الجيش مع بعض الشخصيات السياسية والاعلامية المهتمة بمستقبل لبنان وعندما يسأل عن المعركة الرئاسية يجيب : الأولوية اليوم هي لحماية المؤسسة العسكرية لأن بدون المؤسسة العسكرية لا وجود للبنان ، فالجيش هو الحامي الأساسي لوحدة لبنان وإستقراره ، والهم الأساسي كان طيلة الفترة الماضية تأمين وحدة المؤسسة وإستقرارها وتلبية حاجة العسكريين ، وأما الموضوعات الأخرى فهي ليست من الأولويات .
وقد برزت هذه المواقف بوضوح خلال اللقاء الذي عقده قائد الجيش مع الضباط عشية الفراغ الرئاسي ، ولا تزال التعليمات مستمرة بان الاولوية اليوم لحماية الامن والاستقرار في ظل المخاوف المستمرة من تدهو الاوضاع الامننية لاسباب سياسية او معيشية او من قبل بعض الجهات الارهابية التي عادت للتحرك مجددا في لبنان.
وهناك عدد كبير من الشخصيات الفكرية والسياسية والإعلامية التي تنشط من أجل الترويج لخيار العماد جوزيف عون للرئاسة الأولى، وقد اعد بعض الاعلاميين مشروعا متكاملا تحت عنوان : الشهابية الجديدة ، لكن العماد عون لا يزال يفضل الألتزام بالصمت وعدم التفاعل العملي مع هذه الدعوات ، وهو يستمع لكل الأراء والأفكار التي تطرح لكنه بالمقابل يؤكد أن الأولوية اليوم لحفظ الإستقرار والأمن وهذه هي المهمة الأساسية للجيش والمؤسسة العسكرية اليوم.
لكن بعد انتهاء عهد العماد ميشال عون قبل حوالي الشهر ودخول البلاد في فراغ رئاسي مستمر في ظل فشل مجلس النواب في إنتخاب رئيس للجمهورية حتى الان، فان حظوظ العماد جوزيف عون تتقدم مع بروز اكثر من سيناريو وتحرك داخلي وخارجي يدعم وصول قائد الجيش الى موقع الرئاسة الاولى وعدم وجود موانع سياسية او دستورية لذلك.
والموقف الابرز كان من قيادة حزب الله التي اعلن عدد من المسؤولين فيها عدم وجود فيتو على وصول العماد عون للرئاسة الاولى ، رغم ان الحزب يعطي الاولوية لوصول رئيس تيار المردة الاستاذ سليمان فرنجية لهذا المنصب ، لكن ذلك لا يعني ممانعة الحزب من وصول العماد عون والتعاون معه في حال توصلت التسوية الى هذا القرار.
ومن اجل تسهيل الوصول الى تسوية داخلية لايصال العماد عون الى موقع الرئاسة الاولى فإن عددا من الشخصيات اللبنانية بدأت بالتحرك داخليا وحارجيا لبلورة مشروع متكامل يمكن ان يتبناه العماد جوزيف عون في حال وصل الى موقع الرئاسة الأولى ، وتعتبر هذه الشخصيات أن لبنان يتطلب اليوم برنامجا متكاملا للاصلاح الداخلي ومواجهة الفساد ، إضافة لتصحيح علاقات لبنان الخارجية وتحييد لبنان عن صراعات المحاور ، والتوصل الى رؤية جديدة حول الإستراتيجية الدفاعية وكيفية مواجهة التهديدات الإسرائيلية والدفاع عن الثروات اللبنانية.
وتسعى هذه الشخصيات لبلورة هذا المشروع الوطني وتأمين الدعم له داخليا وخارجيا ، وإزالة العوائق أمام وصول قائد الجيش لهذا الموقع ، وقد تؤدي التطورات المقبلة للوصول الى تسوية شاملة يكون العماد جوزيف عون احد اركانها الاساسية. فهل أصبح الطريق ممهدا أمام قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة الأولى ؟ أم ستبقى بعض التحفظات الداخلية قائمة القوى السياسية والكتل النيابية بالتوصل الى مرشح توافقي اخر وقطع الطريق امام قائد الجيش؟.