أخبار محلية

” حزب الله” يرد على الدوحة: باقون على موقفنا

حزب الله.
حزب الله.

 

 

رضوان عقيل

قبل بلورة ما ستخرج به مفاوضات اليوم في الدوحة تطبيقا لمبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعاون مع قطر ومصر للتوصل إلى وقف النار في غزة وتمرير صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس”، ستحضر إيران بقوة ومن خلفها “حزب الله” على طاولة البحث نظرا إلى ما يمثلانه في معادلة الحرب الكبرى في حال وقوعها، والتي تهدد المنطقة وستصل شظاياها السياسية إلى واشنطن. ولذلك لم يتوقف المعنيون بالمفاوضات عند ما ستقدم عليه طهران ردا على اغتيال اسماعيل هنية على أرضها، فضلا عن القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية.
وتكشف مصادر ديبلوماسية عربية على تواصل مباشر مع الأميركيين أن الحزب تلقى قبل أيام رسالة من الدوحة تسأله نظرته إلى مسار الأمور وما سيفعله وهل ما زال على قرار الرد، وما إذا كان سيتراجع عما قاله السيد حسن نصرالله لجهة حتمية الرد على اغتيال شكر. وكان جواب الحزب بأنه ماض في الرد بالتوقيت المناسب الذي يختاره هو. ولا ينفع من جانبه إرسال أي إشارة تهدئة لإسرائيل في هذا الخصوص، فيما يستمر نتنياهو بمسلسل المجازر في غزة، ولا يوفر مساحات كبيرة في لبنان. ولم يكن الوسطاء مع “حزب الله” يتوقعون أنه سيقتنع بما وصله ولا سيما أن الحكومة الإسرائيلية لم تبد إلى الآن نيتها السير بالخيار الديبلوماسي للتوصل إلى صفقة طال انتظارها طوال الأشهر الـ10 الأخيرة، وهي مستمرة في أعمالها الحربية في غزة والجنوب وملاحقة أي من المسؤولين العسكريين والميدانيين في الحزب. وفي وقت كان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يعقد اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين أمس، نفذت إسرائيل عملية بواسطة مسيرة على مفترق بلدة العباسية المتاخمة لصور.
وسط السباق الحاصل بين المسارين الديبلوماسي والعسكري، والسعي إلى تغليب الخيار الثاني من أكثر من جهة، تفيد المصادر الديبلوماسية أن الدوحة تتفهم موقفي طهران والحزب جراء ما تفعله تل أبيب، لكنها تتوقف عند عامل “البراغماتية الأميركية” التي تساند إسرائيل، وفي المقابل لا تريد حربا شاملة ومفتوحة في الإقليم في وقت لم تعارض فيه إيران ولا سيما الرئيس الجديد مسعود بزشكيان عدم ممانعة حكومته في الانفتاح على الغرب، ولا سيما واشنطن، واستكمال ملف مفاوضاتهما النووية، إلى أن حصلت عملية اغتيال هنية بتنفيذ من إسرائيل.
وتضيف المصادر أن هذا الاغتيال استفز طهران ودفع قيادتها إلى فرملة اتصالاتها بالإدارة الأميركية التي تواجه جملة تحديات في حملتها الرئاسية في وجه الجمهوريين. وتوقف المراقبون مليا عند تمكن إيران من “تبيان حقها في الرد” باعتراف أكثر من دولة، ولا سيما من البلدان الإسلامية، علما أن المسؤولين في طهران يحسنون التعامل مع هذا النوع من الأزمات التي تواجههم بأعصاب باردة تغلب عليها لغة التعقل، من دون التخلي عن سيادتهم القومية ولو أمام مواطنيهم أولا.
ومن حقها هنا التلويح بالثأر من إسرائيل وعدم تراجعها عن دعم “حماس” التي خسرت قائدها الأول. ولم تتوقف الاتصالات بطهران من جهات عربية وغربية تتمنى عليها عدم الرد على إسرائيل والطلب من الحوثيين الأمر نفسه، لكنها لم تعط و”حزب الله” أي إجابة تطمئن إسرائيل، ما دامت الأخيرة مستمرة في عدوانها ضد غزة وتهديدها لبنان.
ويبقى الملف النووي في مرتبة قدس الأقداس عند الإيرانيين، ولو كانوا على انقسام بين محافظين ومعتدلين. وتفيد معلومات ديبلوماسية أن الخبراء الإيرانيين وصلوا إلى مشارف إنتاج القنبلة النووية ولو أنهم يصرحون بأن مساهمتهم في هذا الحقل العلمي لا تتجاوز حدود الاستفادة من هذه الطاقة سلميا. وإذا استمرت على هذا المنوال فقد تتمكن في وقت قصير من إنتاج صواريخ محملة رؤوسا نووية تهدد إسرائيل.
وفي انتظار ما ستحمله نتائج مفاوضات الدوحة، لا تقلل مصادر ديبلوماسية من الانتقادات العربية لسكوت الدول الغربية عن كل هذه المذابح ضد الفلسطينيين. ولا تقتصر الملاحظات العربية على الأميركيين والأوروبيين، وقد أخذت أصوات تسأل: أين الصين وروسيا من فتك آلة الحرب الإسرائيلية، إذ تكتفيان بتوجيه انتقادات لنتنياهو لا أكثر على مدار كل المحطات الدموية التي يقوم بها، من دون أو رادع ضده من دولتين كبيرتين عضوين في مجلس الأمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى