حزب الله بعد الصدمات… تفعيل خطة النزوح وقلق من حصار يوقف المعابر البريّة والبحريّة
كتب محمد علوش في “الديار”:
يوم الاثنين في 23 أيلول الماضي، شنّ جيش العدو الإسرائيلي عدواناً قاسياً على جنوب لبنان، تسبب بنزوح الجنوبيين بشكل كامل من القرى الخلفية القريبة من قرى الحافة، وصولاً حتى نهر الأولي، وهو ما لم يشهده الجنوب سابقاً لا في العام 1993 ولا في العام 1996 ولا حتى في العام 2006 يوم كان النزوح تدريجياً، ولم يستهدف كل القرى الجنوبية، خصوصاً تلك الواقعة على الساحل، وهذا ما تسبب بموجة نزوح ضخمة أربكت كل الخطط التي كانت موضوعة لأجل ملف النزوح.
في ساعات النزوح الأولى صُدمت بيروت بأعداد مخيفة من النازحين القادمين من الجنوب بشكل مفاجئ، ولم يكن حزب الله قد استفاق بعد من صدمة تفجير أجهزة “البايجرز» والأجهزة اللاسلكية، التي أصابت أعداداً كبيرة من العاملين بالشق الاجتماعي والإداري وملف النزوح تحديداً.
ساهمت حركة “أمل” في سدّ الفراغ الذي تركه الحزب منذ اللحظات الأولى للنزوح، ففتحت بداية مجمع نبيه بري المهني في بئر حسن، الذي يتواجد فيه اليوم حوالى 1200 نازح، ثم مجمع المدارس بمنطقة الجناح مقابل المدينة الرياضية، وبعدها مدارس في بيروت وكليات الجامعة اللبنانية، من خلال مخزون من الفرش كانت حضرته لهذه الغاية لا يتجاوز الـ 1200 فرشة.
بعد الصدمة الأولى لليومين الأولين، وبدء تواجد حزب الله على الأرض بملف النزوح، وقعت الضربة القاسية الثانية يوم الجمعة 27 أيلول، بعد استهداف مقر قيادة الحزب واغتيال أمينه العام السيد الشهيد حسن نصر الله، مما شكّل أزمة كبيرة على مستوى القيادة السياسية والاجتماعية للحزب، فغاب الجميع عن التواصل، وامتدت أزمة النزوح واتّسعت.
منذ يومين، بحسب مصادر مختصة بملف النزوح في حزب الله، عادت الدماء تتدفق إلى شرايين الجهات المختصة بالحزب بما يتعلق بالشق الاجتماعي، وأعاد الحزب تفعيل خطة النزوح التي تعتمد بشكل أساسي على تجهيز مناطق للإيواء شمال لبنان، وينظم الحزب رحلات يومية إلى تلك المناطق من نقاط تجمع في بيروت مخصصة لهذه الغاية.
وتُضيف المصادر “يتم تعميم أرقام هواتف ونقاط تجمع لكل الراغبين بالحصول على مساعدة، كما أن الحزب سهل توجه عائلات إلى سوريا، ويهتم بعدد من المدارس في بيروت، ويمكن القول ان الخطة التي كانت موضوعة من قبل لمعالجة ملف النزوح، عادت على السكة الصحيحة مطلع الأسبوع الجاري”.
لا يمكن لأحد التكهن بطول أمد الحرب وبالتالي أزمة النزوح، وخصوصاً أن التفاوض متوقف بشكل كامل في الوقت الراهن، وبحسب مصادر تعمل في منظمة دولية رسمية، فإن المنظمات تتعاطى مع الأزمة على أنها أزمة طويلة، قد تمتدّ الى ما بعد بداية العام الجديد، فعلى سبيل المثال هناك طلبيات طلبتها منظمات كمساعدات تصل إلى لبنان بعد شهرين، مشيرة “ إلى أن المنظمات وُضعت في أجواء قاتمة تتحدث عن توقف مطار بيروت الدولي عن العمل في وقت قريب، مشددة على أن المعلومات لا تحدد بالضرورة قصف المطار، إنما منع الملاحة فيه”.
هذه الأجواء تنعكس قلقاً على العاملين على خط النزوح، خصوصاً إذا طالت الأزمة، ووقع الحصار الجوي والبحري والبري على لبنان، فعلى سبيل المثال تقول المعلومات ان جهات عراقية تعمل على إرسال قافلات من المساعدات، أبلغت قوى سياسية لبنانية أنها تعاني في نقل هذه المساعدات براّ بعد استهداف المعابر بين سوريا ولبنان، وبالتالي هناك أزمة نازحين طويلة، قد تشتد إذا وقع الحصار، فما هو مجهّز اليوم لا يكفي سوى لأيام إضافية.