الاخبار الرئيسيةمقالات

حداثة عثمانية مقابل حرب أرمينية! ثلاث دول على خط القوقاز

سارعت روسيا في إنهاء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، حيث قامت قواتها بمراقبة وقف إطلاق النار. أما اليوم ومع احتدام الأزمة الجديدة في سيونيك، حيث أعلنت أرمينا مؤخراً مقتل جنديين جديدين من جيشها هناك. وذلك جاء بعد إعلان أذربيجان أن جيش الأرمن خدش أحد جنودها في نفس المنطقة الجنوبية.
هذة المنطقة حذّر منها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً:”إن “الأحداث التي وقعت أخيرا في منطقة “سيونيك” الأرمينية تظهر أن خطر التصعيد في الميدان لا يزال ماثلا”. وأدرك محلل سياسي في ايران الموقف قائلاً: ان سقوط سيونيك يعني سقوط ارمينا بكاملها”..
عقب الحرب الأخيرة التي حسمتها أذربيجان باعادة احكام قبضتها على اقليم قره باغ، جلس البلدين الذين تناحرا ٣٠ عاماً على طاولة المفاوضات للنقاش، لكن الثابت ان شهية أذربيجان لم تقتصر على قره باغ بل امتدّت لتصل إلى اطراف نخوات التي تفصلها عن تركيا مدينة سيونيك. رغبة أذربيجان ما هي إلا اعتراف مبطن لاندلاع مناوشات قد تمهّد لحرب مفادها احتلال سيونيك لفتح الطريق، خاصة بعد فشل مفاوضات “زينغزور”.

رغبة تركيا على احتلال سيونيك اكثر من أذربيجان نفسها:
ان تحالف تركيا مع أذربيجان وكازاخستان سيؤدي إلى إشراك تركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان في آسيا الوسطى. وبعد إنشاء الإمبراطورية التيوركية الكبرى، سيكون من الممكن أيضا التفكير في التوسع نحو الشرق الأوسط والبلقان، وربما مناطق أخرى، مثل شبه جزيرة القرم وشمال إفريقيا، التي كانت ذات يوم جزءا من الإمبراطورية العثمانية أو في منطقة نفوذها.
وهذا بعينه فرصة لا تتكرر لتركيا لتكون إمبراطورية عظيمة مرة أخرى بالسعي اللازم. إلا أن عقبتها الوحيدة في هذه المرحلة من التوسع هي الافتقار الى الاتصال الإقليمي بين تركيا وآسيا الوسطى بسبب أقصر طريق بين الأراضي الرئيسية لأذربيجان وجيب ناختشيفان الأذربيجاني الذي يقع على الحدود مع تركيا اي “ارمينيا”.
هنا اصبح واضحاً ان أذربيجان تريد الاحتلال، لكن اللافت رغبة تركيا التي تفوق على “الأذر” أنفسهم!
من زمن بعيد وأردوغان يسعى لإعادة تركيا إلى “دول وسط آسيا ” والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد السوفياتي مطلعها أذربيجان وصولاً إلى تركستان، لكن السبب وراء عدم تنفيذه هذا المشروع حتّى اليوم هي “سيونيك”!! وهذا تحديداً سبب الطمع التركي في هذه المنطقة.
ايران تدعم ارمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية:
يذكر التاريخ مراحل تأسيس الشاه البهلوي الدولة الإيرانية على شتات الفارسية، لكنه اصطدم بالاتحاد السوفياتي آنذاك الواضع يده بشكل منبسط على المنطقة. ومن جهة ثانية فإن التنافس الحاصل بين تركيا وايران حول زعامة الشرق الأوسط ووسط اسيا، هو ادراك الأخيرة ان تمدد تركيا سيحاصر نفوذها، لهذا تنفق طهران كل قواها لتبقى تركيا منفصلة.
مصالح روسيا من حرب أرمينية جديدة:
نجحت روسيا على مدى ثلاثين عاماً أن تدعم أرمينيا لمنع تفوق أذربيجان عليها، وفي العام ٢٠٢٣ وبعد اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية وجدت روسيا ان مواقف ارمينيا من أوكرانيا لا تشرّف! لذا فانتزعت منها اقليم قره باغ، لكنها لم تخسر مفاتيح المنطقة التي تسمح لها بالعودة بعد الانتهاء من معركة اوكرانيا.
تدخلت روسيا في حرب جنوب أفريقيا فأخرجت فرنسا من المعترك، ولا بد من ملىء الفراغ الذي تركه البلدين خاصة بعد حياد واشنطن عن ارمينيا خوفاً من انفعال روسيا،كذلك الولايات المتحدة. إلا ان المتعارف عليه ان ارمينيا عدوة تركيا، وتركيا حليفة الاميركيين! اي ان ارمينيا تُركت وحدها لتقرر مصيرها بنفسها وهو السبب الذي دفع فرنسا إلى جانب إيران الدخول على خط الدفاع . الخلاصة إن لم تكن حرب القوقاز قريبة فهي ليست ببعيدة!!

-ad-space
زر الذهاب إلى الأعلى