جولة باسيل: مواجهة الخطر أعلى من كل الحواجز
| رندلى جبور |
عند المفاصل الحسّاسة في تاريخ الدول، وخصوصاً في بلد مثل لبنان، يصبح حتمياً أن نتعاطى بشكل مختلف مع كل المسائل. هنا تظهر الحكمة والوطنية الحقيقية!
الوحدة الوطنية في مواجهة الخطر تكون بالتالي أهم من الحسابات السياسية، والموقف الوطني الجامع لحماية البلد وأهله أسمى من المواقف المرتبطة بالتفاصيل الداخلية أو الخلافات والاختلافات في وجهات النظر.
وهذا ما تنبّه له رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي قفز فوق كل الخصومات، وبادر باتجاه الجميع من أجل تعزيز الوحدة لمواجهة الخطر وحماية لبنان.
يتصل بالسيد حسن نصر الله مؤكداً وقوف “التيار” الى جانب المقاومة، تماماً كما في حرب تموز، إذا ما انزلق العدو الإسرائيلي نحو حماقة توسيع الحرب.
ويذهب الى عين التينة والسرايا الحكومية، على الرغم من مآخذه على نبيه بري ونجيب ميقاتي.
ويلتقي بالنواب السنّة ليؤكد لهم أن لا وحدة ولا حماية من دون مشاركة كل الطوائف، كلها.
ويسلك طريق بنشعي ويلتقي سليمان فرنجية قافزاً فوق كل الحواجز، لأن الوجود أهم من اي مسألة أخرى.
باسيل بادر في الزمن الصعب، فيما ساكن معراب قرر ـ كما دائماً ـ العزلة والتقوقع والتهجم بدلاً من تقديم أي طرح أو مبادرة.
هذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على حرص “التيار الوطني الحر” على الوطن، وعلى وقوفه إلى جانب أبناء وطنه في أي مواجهة أو خطر، مهما كانت الاختلافات، وعلى إعلاء شأن حماية البلد فوق أي اعتبار آخر.
وهذا، وإن دلّ على شيء، فإنما يدل أيضاً على ثوابت يتمسك بها “التيار” مثل لبنان الواحد، والتمييز بين الخصوم في الداخل وبين الأعداء في الخارج، والحق في الدفاع عن النفس وفي المقاومة حين يتطلب الوضع ذلك، وعلى التمسك بقوة لبنان وبسيادته وبأمانه واستقراره.
وهذا وإن دلّ على شيء، فهو يدلّ على من هم الوطنيون ومن هم مدّعو الوطنية خلف أسوارهم وعند ثرثرات السفارات والدول التي ترفع الإنسانية شعاراً فيما تمارسه على “القطعة”، ولا ترى المجازر والجرائم المرتكبة بحق شعب كامل، بحق شعوب بأمّها وأبيها.