كتبت ابتسام شديد في “الديار”:
كل المؤشرات تشي بتصعيد عسكري، وتدحرج الأمور نحو الحرب من اللحظة التي جرى فيها استهداف الضاحية، مع توقع الرد المحسوم من قبل حزب الله، والذي صار مؤكدا كما أوحى خطاب السيد حسن نصرالله انه سيكون رداً “نوعياً” لا يشبه الأهداف السابقة.
التصعيد المؤكد حتم تحضير الوضع الداخلي لمواكبة الأحداث المقبلة، وظهر ذلك واضحا في مواقف عدد من السياسيين الذين حسموا تموضعهم الى جانب المقاومة في المعركة، يتصدرهم الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط ، الذي كان أول الداعمين لحزب الله من ٧ تشرين الأول، ومن المبادرين لنزع فتيل الانفجار السني – الشيعي من مجدل شمس، كما كان في طليعة المعزين بالقيادي فؤاد شكر.
الأمور لا تختلف كثيرا عن حرب تموز ٢٠٠٦ لدى بيئة وجمهور “التيار الوطني الحر”، فصحيح ان ورقة التفاهم شكلت في عز الخلاف الماضي بين ٨ و١٤ آذار ضمانة في الحرب، ولعب التيار دورا مركزيا في تعزيز التضامن والشراكة باحتضان النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية، لكن وعلى الرغم من الاختلاف مع حزب الله اليوم في ملف الرئاسة والانخراط بحرب غزة، فان التيار يقف حاليا الى جانب الحزب وجمهوره. وتؤكد المعلومات ان التيار بدأ التنسيق مع حارة حريك في ترتيبات معينة تتعلق بأوضاع أبناء الجنوب والضاحية، في حال توسعت دائرة الحرب، وعلى المستوى السياسي ساعدت مواقف النائب جبران باسيل بتعزيز التضامن الداخلي، وخلقت مناخات ارتياح في بيئة المقاومة.
سنيا ثمة تغيير كبير أصاب الشارع السني بعد حرب غزة، التي أرست معادلات مختلفة على صعيد العلاقة السنية بحزب الله، والتي تظهرت نتائجها بتخفيف الإشتباك السياسي وصدور مواقف سنية تتضامن مع شهداء المقاومة.
التضامن السياسي كما تقول مصادر سياسية تمت ترجمته على الأرض في الأيام الأخيرة بخطة التعامل مع التطورات، وتقوم على توفير مقومات النزوح المؤقت، وتأمين إجلاء السكان من مناطق الإشتباك. وقد أصدر “الإشتراكي” كما “التيار الوطني الحر” و”المردة” توجيهات مناطقية لاستقبال النازحين من الجنوب والضاحية، وتأمين مدارس وبيوت ضيافة وأماكن إيواء.
وتؤكد المصادر ان نظرية الاقتراب من الحرب الكبرى فرضت تحولات، فهناك مستوى جديد من المواجهة يحتم التضامن وتتحسب له القوى السياسية، في ظل انشغال حزب الله بالجبهة العسكرية المفتوحة على كل الاحتمالات. والواضح مع الدخول في فترة العد العكسي، ان القوى السياسية اسقطت تحفظاتها الداخلية وتعمل على تفادي الانقسام، مما خلق مناخ ارتياح لدى حزب الله.