ما زالت الجلسة الثانية عشر لإنتخاب رئيس رابع عشر للجمهورية تنبئ عن جلسة تليها، اذ لن تكون حاسمة لناحية خيارات الكتل الكبرى، وبالتالي لن تتمخض عن رئيس يمسك مقاليد الحكم في البلد المنهار.
لم يستطع اي من المرشحين من ضمان الحصول على ٦٥ صوت فضلا عن تأمين النصاب، وبالتالي فالابواب مفتوحة امام تطييره كحق دستوري يلزم الاطراف على الحوار حول مرشح جدي.
الجدية هذه انتزعها النائب سيمون أبي رميا عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور عندما اعلن ان مجرد دعمه هو لتطيير ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وبالتالي تتقاطع تصريحاته مع ما تسرب الى الاعلام حول محاولة باسيل التواصل مع حزب الله لإخراج اسم زياد بارود من القبعة، كإسم يقبل به الثنائي دونًا عن فرنجية.
لعبة عد الاصوات وإعلان التأييد لأحد المرشحين يفتح الباب امام عنوان وهو “من يملك بيضة القبان؟” التي انتقلت من الوزير وليد جنبلاط الى جبران باسيل والآن تحط عند المستقلين ممن لم يعلنوا تأيدهم لأي من المرشحين، وإن كان البعض تحدث عن خيار ثااث لكسر دائرة المراوحة.
وفي معلومات خاصة ل “مركز بيروت للأخبار” اكدت على أن “النائب وليد جنبلاط لن يسير بأزعور الا برضا الرئيس بري، وهو وعده بتجيير أصوات نصف الكتلة لمن يرتضيه الرئيس بري، احترامًا لتحالف الدم القائم بين حركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي”
ويشير المصدر الى أن ” فرنجية احرز الى الآن ٤٤ صوتا؛ وهو ما يضمن تططير النصاب، ويمكن إضافة ثماني نواب من كتلة لبنان القوي ممن يعارضون ترشيح أزعور وان لم يعلوا صوتهم كلهم مثل النواب الاربعة المعترضيين، وذلك احترام لمقام الرئيس عون الذي يستنجد به باسيل في هذه المرحلة للتسويق لأزعور علنا”
ويضيف المصدر، “ان الثنائي تمكن من إقناع ٩ نواب من المستقلين ممن لم يعلنوا خيارهم وذلك بعد مفاوضات مارثونية خيضت منذ أشهر ثلاث”
وبهذا وفي الوقت الحاسم سيتمكن فرنجية من حصد ٦٥ صوتًا دون اي أصوات إضافية، الإ ان الثنائس لن يلعب على هذا الحبل كي لا يفقد فرنجية الرئيس ميثاقيته.
دوليًا، خرق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الحراك على صعيد القوى الخمسة المجتمعة في الدوحة، عبر تعيين وزير الخارجية السابق لودريان مبعوثًا رئاسيًا الى بيروت، وهو يعلن بذلك تمسكه بالمبادرة الفرنسة المطروحة منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب عام ٢٠٢٠.
وفي هذا الاطار يشير المصدر الى ان “المبادرة الفرنسية الكبرى والتي باتت ما يعرف بالمبادرة الخماسية تنتظر تبلور الامور في دمشق، والتقدم الذي سيحصده الرئيس السوري بشار الاسد من انفتاحه على المحيط العربي، مما يعني انتظار انعكاسات الامور على الداخل اللبناني، واين سيكون لبنان على خارطة الحلول في المنطقة، من خلال معطى يتناسب مع عودة النازحين وهو ما يهم الاتحاد الاوروبي برمته. وهو حل اولي في اطار الحل العام للأزمة اللبنانية.”
ويضيف المصدر ان “اللواء عباس ابراهيم قد التقى الرئيس الاسد عدة مرات، وكان قد التقى ايضا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع الماضي، في اطار ايجاد حل لموضوع النازحين وذلك بأن يصدر الرئيس السوري عفوا عامًا ليساعد الاغلبية بالعودة الطوعية الى سوريا.”
المملكة العربية السعودية هي الأخرى تقف موقف الحياد مما يحيّر بعض الكتل التي تدور في فلك الرياض، ولن تتمكن من تسمية اي من المرشحين دون إشارات جدية صادرة عن السفير البخاري.
الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بصمت مع غياب السفيرة الامريكية دورثي شيا عن الاعلام منذ خروجها من بكركي الاسبوع الماضي، وهي التي تحاول القيام بإنجاز تضعه في سيرتها الذاتية قبل تعيينها في نيويورك.
وبذلك ستكون الجلسة الثانية عشر كمثيلتها ولن تتمخض عن رئيس في ظل إقفال ابواب الحوار بين الافرقاء.