كتب محمد علوش في “الديار”:
في شهر نيسان من العام 2014 أعلن حزب “القوات اللبنانية” ترشيح رئيسه سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية، ويومذاك كان الترشيح هو أول ترشيح رسمي، وكان عنوان البرنامج الانتخابي “التصدي لتغيير هوية الوطن” و “إحداث صدمة إيجابية تستعيد معها الدولة هيبتها، بعد الضعف الذي أصابها نتيجة انتشار السلاح غير الشرعي”، فهل يتكرر الترشيح مرة أخرى؟
بالنسبة “للقوات” فإن جعجع هو مرشح طبيعي للانتخابات الرئاسية، سابقاً واليوم وفي اي انتخابات مستقبلية، كونه الممثل الأول والأكبر للمسيحيين، وهذا ما يجعله بموقع المرشح البديهي، ولكن ما يجعله مرشحاً رسمياً هو إعلان ترشيحه، ما يعني أن جعجع اليوم هو مرشح طبيعي، ولم ينتقل ليكون مرشحاً رسمياً.
هذه التسمية قد تتبدل بحسب مصادر “قواتية”، فالأمر متروك أولاً لجعجع نفسه، الذي يدرس في هذه المرحلة إذا كان يرغب بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، ومن ثم للهيئة التنفيذية للحزب، وتُشير المصادر إلى أن مسؤولي “القوات” يحاولون الضغط على جعجع من أجل القبول بالترشيح، لأن الظروف الحالية هي الظروف المثالية لذلك، خصوصاً بعد أن ثبُت أن خيارات “القوات” ورئيسها كانت خيارات صائبة بما يتعلق بالداخل اللبناني أو الإقليم.
لم يكن تعبير حزب “القوات” عن فرحه بسقوط نظام بشار الأسد مجرّد مشاعر جياشة تجاه الشعب السوري، أو رفضاً للظلم الذي كان يلحق به فقط، بل كان تعبيراً عن سعادة “القواتيين” بتعرض مشروع خصمهم لضربة جديدة بعد الحرب “الاسرائيلية” على لبنان، وشعورهم بأن كل ما يجري يقربهم من الوصول إلى رئاسة الجمهورية.
قبل بداية العدوان “الإسرائيلي” على لبنان في 23 أيلول الماضي، كانت “القوات” راغبة بالتوجه نحو رئيس توافقي للجمهورية، ولكن بعد اغتيال أمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، قررت “القوات” الانتظار، وهي اليوم تعتبر أن انتظارها كان في مكانه، فهي تعتبر أن المقاومة هُزمت، وأن “اللعبة انتهت” بالنسبة لحزب الله، وبات بالإمكان التعويل على وصول رئيس للجمهورية بمشروع واضح، ولو دون الشيعة، وقد عبّر جعجع عن ذلك بصراحة خلال أيام الحرب.
هو توقيت مناسب لترشيح جعجع ووصوله الى الرئاسة، تعتبر المصادر “القواتية”، مشيرة إلى أن القرار النهائي سيُتخذ بالتشاور الداخلي للحزب ، وبالتشاور الخارجي مع أصدقاء الحزب، فجعجع لا يرغب بتكرار تجربة العام 2014 يوم ترشح رسمياً، ثم تنازل لميشال عون وأوصله إلى الرئاسة.
لن يترشح جعجع ما لم يجد حاضنة خارجية، سعودية وأميركية لترشيحه، مع العلم أن الداخل اللبناني أيضاً معنيّ بقبول جعجع، لذلك تُجري “القوات اللبنانية” اليوم مشاورات سرية وغير مباشرة، لدراسة مدى إمكان قبول ترشيح جعجع وتبنيه من قبل المعارضة على الأقل، مع ضرورة الإشارة إلى أن المصادر “القواتية” لم تجد في كلام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن ترشيح جعجع ما يدعو للتفاؤل، بل هي تعتبر أن باسيل قال ما قاله لمحاولة ابتزاز حزب الله وحركة “أمل”، لدفعهما إلى الاتفاق معه على اسم رئيس للجمهورية.