جعجع: العقبة الأكبر أمام سيادة لبنان هو “حزب الله”
أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلى “أننا في مواجهة جهات من الممكن في أي وقت أن تقدم على الاغتيال لأهداف سياسية، لذلك المسألة بحاجة إلى احتياطات كبيرة”.
ولفت، في مقابة عبر قناة الـ”إم تي في” بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الأسبق بشير الجميّل، إلى أنّ “بشير أخذ الكثير من القرارات ضد مصلحته وكانت تحتاج إلى جرأة”، مضيفًا “كان يأخذ القرار بغض النظر عن تداعياته”، وقال: “واحدة من المشاكل الأساسية التي يعاني منها لبنان اليوم هي أن المسؤولين ليس لديهم الجرأة على اتخاذ القرارات التي من الممكن أن تكون صعبة ومؤلمة، ومن الممكن أيضاً أن تنعكس عليهم سياسياً بشكل سلبي”.
وذكر جعجع أنّ بشير الجميّل “أسّس “القوات” لأنّه لم يكن قادرًا على التعايش مع المدرسة القديمة في الكتائب”، معتبرًا أنّه “لو بقي بشير الجميل على قيد الحياة لما كان ليكون هناك “حزب الله”، وليس فقط “حزب الله”، لما كان ليبقى أي تنظيم آخر أيضاً. كان ليكون لدينا دولة بكل ما للكلمة من معنى، دولة سوية كبقية دول العالم. لسنا في صدد اختراع البارود هنا. كان ليكون لنا دولة لديها جيش وقوى أمن داخلي، ولديها مؤسساتها وإداراتها، وليس دولة بأبواب مخلّعة ومشرّعة على كل من يريد دخولها من أي مكان أتى. وهنا جوهر القضية”.
ورأى أنّ “بشير الجميّل كان في وضع لا يُحسد عليه أبدًا، ورأينا جميعًا ما تمكن من القيام به، لذا من المؤكد أن بشير كان ليكون رئيسًا لديه جرأة اتخاذ القرار”، ورأى أنّه مع بشير الجميّل “كان ليكون لنا دولة لديها جيش وقوى أمن داخلي ولديها مؤسساتها وإداراتها، وليس دولة بأبواب مخلّعة ومشرّعة على كل من يريد دخولها من أي مكان أتى وهنا جوهر القضية”.
إلى ذلك، أشار جعجع إلى جماعة “ما خلونا”، وقال: “إذا كان صحيح أنهم “ما خلّوهم” في ملف الكهرباء، فلماذا أصرّوا دائما على هذه الحقيبة؟ ولماذا يكملون عملهم السياسي اليوم؟ هذا بحث آخر، ولا نريد أن نتحول من الكلام الجدي إلى المزاح، باعتبار أن هؤلاء مزحة قبالة ما كنا نتكلم عنه. بشير الجميل تصدى للكثير من الأمور التي عرقله فيها كثيرون، وكان يُحارب في بعض الأحيان من داخل حزب “الكتائب اللبنانية”. يمكننا القول إن بشير الجميّل كان أكثر شخص يمكنه قول “ما خلونا” وبكل راحة ضمير وسهولة، إلا أنه كان يقوم بمئة محاولة ومحاولة من أجل الالتفاف حول المصاعب والمشاكل وحول من يعارضه، من أجل الوصول إلى مبتغاه”.
وقال: “هناك الكثير من الملفات التي لا أريد العودة إليها، ولكن على سبيل المثال، ليس هناك من ثورة اندلعت بأقوى مما اندلعت فيه الثورةالسورية، إلا أنها تشرذمت ولم يستطع أي جانب الاتفاق مع الآخر، وتفتتت إلى مئات الأجزاء. إلى حد أنه كان من الممكن لهذه الثورة أن تكون الأكبر في القرن الـ21 لتخلّص السوريين أنفسهم و”يخلّصونا” معهم. إلا أننا رأينا إلى ماذا انتهت”.
ورأى جعجع أنّ “العقبة الأكبر أمام السيادة اللبنانية اليوم هي “حزب الله”، الذي يسيطر على أكثرية الطائفة الشيعية”، مشيرًا إلى أنّ “الحلول السياسية لا تزال ممكنة”.
أما بالنسبة لقضية حبيب الشرتوني المتهم باغتيال بشير الجميّل، فقال جعجع: “فتح الملف وحوكم، ولكن المشكلة الأساسية هي نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي كان وراء الاغتيال”، مضيفًا أن “الشرتوني ربما يقضي وقته في سوريا اليوم، حيث لا يمكن للقوى الأمنية اللبنانية أن تصل إليه”.
وذكر أنّ “القوات لا تزال تواجه المشاكل عينها العقبات ذاتها التي واجهها بشير. كان هو يواجه التنظيمات المسلحة الفلسطينية، في حين أن لدينا نحن اليوم “حزب الله” الذي هو أصعب لسبب بسيط، وهو أن أولئك كانت نقطة ضعفهم كبيرة في عصب وجودهم، باعتبار أنهم غرباء وموجودون على الأراضي اللبنانية. في حين أن “حزب الله” لبناني. الصعوبة الثانية كانت سوريا ومحاولاتها للهيمنة على لبنان، أما الآن فجل ما في الأمر أنها استبدلت بإيران، التي هي أكبر بكثير من سوريا وأذكى بكثير في تصرفاتها من سوريا. لا نزال في مواجهة الوضعية نفسها، ونواجه بالطريقة نفسها التي كان يواجه بها بشير”.
وصرّح بأنّه “يمكنني القول وبشكل مؤكد إن “بشير حي فينا”. أما لناحية الدولة والتصرفات تجاه الدولة، فالجميع يعلمون ما هو موقف “القوات” من الفساد وكيف هي ممارساتها في الشأن العام، والوزارات والنيابات وفي الأماكن التي توجد فيها. لذا “بشير حي فينا” من النواحي كافة، وأكثر من أي وقت مضى، لأنه وللأسف، بعد 42 عاماً على استشهاد بشير الجميّل، لا نزال نواجه، ولو بأسماء وأوجه مختلفة، الصعوبات ذاتها، والقضايا ذاتها التي كان يواجه”.
وأضاف “أنا أعتقد أن بشير من المكان الذي هو فيه الآن سيكون فخوراً جداً بـ”القوات” الموجودة في الوقت الراهن، لأنها تماماً كما كان يريدها أن تكون، وكما كان يأمل أن تكون، وكما كان يتصورها. وفي المشروع السياسي ذاته وفي الاتجاه والممارسات”، موضحاً أن الغد هو لجميع اللبنانيين الذين يسعون لبناء دولة تحترم الدستور والقوانين، وإذا لم نلتزم هذه الأمور، فلن يكون لدينا بلد”.