كتبت فاطمة شكر في “الديار”:
انطلقت في الثامن من تشرين الاول الرصاصة الأولى باتجاه العدو الاسرائيلي مساندة لمعركة طوفان الأقصى ، ومنذ ذلك التاريخ اتخذت المقاومة قراراً واضحاً بمساندة المقاومة في فلسطين تحت عنوانٍ واضحٍ للمعركة “على طريق القدس”.
يرى مصدر سياسي أن ” إطلاق عنوان المعركة على طريق القدس ، ومسارها الذي كان واضحاً بأنه مسارٌ معقد جداً ، أثبتت المقاومة من خلاله بأنها تمتلك كل الجرأة للوقوف في مواجهة العدو الاسرائيلي، الذي لا يزال ومنذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى يرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، مما يؤكد أن لا رادع له”.
ويتابع المصدر ” أنه خلال الأشهر الأربعة الأخيرة حصلت تبدلاتٌ كثيرةٌ على الصعيد العسكري، مع العلم بان المعركة دخلت شهرها العاشر وقد بات جلياً للجميع، بأن جبهة جنوب لبنان تحوّلت من جبهة المساندة إلى الردع، الذي يعتبر حالة استثنائية في الصراع مع العدو الاسرائيلي.
من هنا يطرح السؤال التالي: لماذا يشكل الردعُ إذاً حالةً استثنائية؟
١- إذا تم إحصاء تهديدات العدو الاسرائيلي للبنان منذ بداية الحرب على غزة ، لوجدنا بأنه دخل مرحلة الإنحطاط وعدم الثقة الداخلية، وقد بدا ذلك من خلال البيانات التي تصدر عن المسؤولين الصهاينة ، عدا عن انه بات واضحاً بأن ما يقوم به العدو اليوم هو حالةٌ من الهستيريا و الفوضى، التي يعود سببها الرئيسي إلى ما فرضته المقاومة من حالة ردع ، حيث ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز موقف المقاومة الإسلامية في لبنان في مواجهة العدو.
٢- إذا أردنا ان نعرج إلى الميدان، نرى بأن استهدافات المقاومة في جنوب لبنان تطورت بشكل ملحوظٍ وتدريجي، وتحولت بعضها إلى عملياتٍ نوعيةٍ، لا يمكن للعدو الاسرائيلي أن يوقفها أو يضعفها أو يخفف من وطأتها ، وهذا الأمر يشكل أزمةً كبيرةً العدو الذي بات لديه فعلياً مشاكل كثيرة، من خلال عدم القدرة على ايجاد حلولٍ حقيقيةٍ لما يحصل من مواجهةٍ عسكريةٍ مع حزب الله.
٣- من الناحية التقنية، فإن المقاومة استطاعت أن تثبت للعالم بانها تمتلكُ قدراتٍ استطلاعيةٍ واستخباراتيةٍ لا يستطيع العدو ايقافها، مما انعكس هذا الأمر على الساحةِ الإقليمية ، على سبيل المثال لا الحصر ” قدرات فصائل المقاومة في العراق، وقدرات الحوثيين في اليمن، دون ان ننسى قدرات الردع الرئيسي لمحور المقاومة وهي ايران.
وهنا يطرحُ سؤال آخر، ماذا اراد حزب الله من رسالة “هدهد ٢” التي نشرها الإعلام الحربي للمقاومة، والتي اظهر فيها مشاهد لطائرات استطلاع كشفت كافة المواقع الاساسية والحساسة للجيش “الاسرائيلي” في الجولان السوري المحتل، تضمنت ٦ قواعد رصد وانذار وتجسس استراتيجية، اضافة الى كافة ثكنات ومواقع القيادة والتموضع للفرقة ٢١٠، بما يوازي عمليات مسح بلغت ١٨٠٠ كلم مربع؟
١- التأكيد على قدرة ومعرفة الحزب بتفاصيل التموضعِ “الاسرائيلي”، وايصال رسالة ردع مضافة الى رسالة “هدهد ١”.
٢- التأكيد على عدم قدرة انظمة الرصد متابعة ومنع مسيرات الحزب من تنفيذِ مهامها .
٣- تشريحُ كل هدفٍ كبيرٍ الى اهدافٍ صغيرة بكل تفاصيلها، ما يعني استخدام السلاح الأنسب لكل هدف ، عبر نشر بطاقة الهدف والى جانبها مجسم صاروخ دقيق.
٤- زيادة منسوب التأثير على الوعي الاسرائيلي بما يرتبط بالحرب النفسية.
٥-زيادة مستوى الارباك في منظومة تقدير الموقف السياسية والعسكرية في الكيان الاسرائيلي.
٦- اظهار مستوى منظومة القيادة والسيطرة لدى المقاومة.
٧- خلق شكوك كبيرة حول الطريقة التي تمت فيها عملية جمع المعلومات وتأكيدها ، واذا كانت المقاومة تمتلك استعلاماً بشرياً خصوصاً بين الجنود “الاسرائيليين”.
8- ظهور الآية” والطير صافات” في نهاية الفيديو كما في “هدهد ١” ، للقول أن الاستطلاع مستمر.
9- الكل ينتظر ماذا سيظهر في فيديو “هدهد ٣” المرتبط بمنطقتي صفد وطبريا ، وهما منطقتا النسق الثاني لجبهتي لبنان وسورية ، ما يعني أن العدو منكشفٌ في خطوطه الأمامية، وفي النسق الثاني وبما يرتبط بكل قواعده وثكناته.
في المحصلة، أن ما يظهره محور المقاومة في مساندة غزة في معركة طوفان الأقصى يؤكد يوماً بعد يوم، بأن هذه الجبهة المفتوحة في مواجهة العدو الاسرائيلي مستمرة ، ولن تتوقف حتى إعلان الانتصار الكبير، الذي من المؤكد أن لجبهة لبنان دورا أساسيا ورئيسيا فيها منذ الثامن من تشرين وحتى انتهاء المعركة.