تمكّنَ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سريعاً من تفكيك صاعق الفتنة، بعد حادثة مجدل شمس، عبر تَصدّيه الفوري لمحاولة التلاعب بالعواطف المتأججة وجَزمه بأنّ الاتهام الاسرائيلي لـ”حزب الله” بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ هو افتراء وادعاء كاذب، مؤكداً انه بالمرصاد لمشروع العدو الساعي إلى إشعال الفتن وتفتيت المنطقة وانه الى جانب المقاومة في مواجهة الإجرام والاحتلال الإسرائيلي.
كذلك اختار جنبلاط ان يتصدى لسياسات واتجاهات بعض الاوساط الدرزية في فلسطين المحتلة والتي تَماهت مع الكيان الاسرائيلي، مُصرّاً على التمسّك بالهوية العربية للدروز ورفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، ما ولّد انزعاجاً منه لدى تلك الاوساط وفي الدوائر الإسرائيلية.
ولفت المطلعون في حديث لـ”الجمهورية” الى انّ خيار جنبلاط بالانحياز الى جانب حركة حماس و”حزب الله” في المواجهة الحالية، على رغم من التمايزات والاختلافات في ملفات عدة، عاكَسَ او خالفَ مزاج البعض في بيئته. وبالتالي، فإنّ مهمة “تسويق” هذا الخيار ضمن قاعدته لم تكن سهلة بالنسبة إليه.
وأشار المطلعون الى انّ الاسرائيليين يحاولون اللعب على الوتر الدرزي وإرباك جنبلاط بعدما انزعجوا من مقارباته لواقع دروز فلسطين واعتراضه على ايّ سلوك يُفضي الى فصلهم عن النسيج العربي، ولفتوا الى انه صار واضحاً انه من أهداف الاستثمار الاسرائيلي في حادثة مجدل شمس محاولة الإيقاع بين الدروز والشيعة، ولكن جنبلاط بادرَ إلى قطع الطريق على هذا المخطط عبر تبرئته “حزب الله” من التهمة التي اراد الاحتلال إلصاقها به، متمسّكاً بالتصويب على العدو حصراً انطلاقاً من تضامنه الثابت مع فلسطين، واقتناعه بأنّ الموقع الطبيعي لطائفة الموحدين الدروز هو الموقع المعادي للكيان الاسرائيلي، وحرصه على تفادي الانزلاق الى ايّ فتنة يصنعها او يستفيد منها هذا الكيان.