جان داية يرحل ومعه ذاكرة النهضة.. وتخسر رفوف المكتبة إنتاجه الفكري
كتب كمال ذبيان في “الديار”:
رحلت ذاكرة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومؤرخ رجال النهضة، والباحث عن جبران خليل جبران وعقيدته القومية والوطنية والاجتماعية والملتزم بالاديب سعيد تقي الدين، الذي اكمل ادبه الساخر، وتابع ما لم ينشر من تراثه الادبي والفكري والمسرحي.
انه جان داية الباحث والكاتب والصحافي، الذي انتمى الى العقيدة القومية الاجتماعية منذ نهاية خمسينات القرن الماضي، وتتلمذ على فكر انطون سعاده، ونقّب في مقالاته، فنشر كتاباً عنه لمقالات كتبها سعاده في جريدة “النهضة” وعنوّنه بـ”رأي النهضة”.
جان داية في “قاووش رقم 14″ وهو كتاب عن الثورة القومية الاجتماعية الثانية على النظام السياسي اللبناني نهاية عام 1961، وسميت بـ”انقلاب القوميين” الذي شارك فيه ضباط قوميون واصدقاء لهم في الجيش، ضد حكم الرئيس فؤاد شهاب، فاعتقل جان مع الالاف وكان شابا وزج في السجن كغيره من القوميين، وعندما خرج من المعتقل عاد الى ممارسة العمل الحزبي السري، في ستينات القرن الماضي، فنشر الفكر القومي الاجتماعي، وتولى مسؤوليات حزبية.
جان داية كشف عن الكثير من تاريخ الحزب القومي، فكانت اولى اصداراته في منتصف السبعينات، وكان يمارس الصحافة، فصدر له كتيب عن سعيد فخر الدين وهو الشهيد الوحيد الذي سقط في مواجهة قوات الاستعمار الفرنسي في عين عنوب، اثناء توجه قوة عسكرية لاعتقال رسميين انتقلوا الى بشامون مع الامير مجيد ارسلان واقاموا في منزل حسين الحلبي القومي ايضاً، فسمي فخر الدين بمرسوم جمهوري شهيد الاستقلال اللبناني.
وتوالت اصدارات جان داية فبلغت حوالى 50 كتاباً، وهي مكتبة تضم كل شأن فكري نهضوي، فكان صديقاً لمكتبة الجامعة الاميركية في بيروت وغيرها من مقرات الابحاث، فزار مراكز معلومات (الارشيف) في فرنسا وبريطانيا والمانيا وسوريا ودول اخرى، بحثاً عن مراجع ومخطوطات.
تعرض جان داية قبل حوالى سنة وخمسة اشهر لعارض صحي، فاصيب بجلطة دماغية، ادخلته المستشفى، وشلت نشاطه وبحثه الفكري.
ان وفاة جان داية، خسارة فكرية، لانه كان لا يمر عام او عامين، الا وينتج كتاباً، فلمع اسمه مشاركا في ندوات ومحاضرات.
بمغادرته الحياة، تفقد المكتبة، احد من رصف رفوفها بغزارة انتاجه
