الاخبار الرئيسيةمقالات

ثوابت في الخيارات واصطفاف يؤسس لمرحلة جديدة

كتب مبارك بيضون

لطالما كانت الاحداث التي تسبق انتخاب اي رئيس للجمهورية منذ اتفاق الطائف الى الآن، تحفل بسجالات حادة، وأخذ ورد بين الأفرقاء بإنتظار حدث دولي يرخي بظلاله على المشهد اللبناني، ولكن الفراغ الحالي طغى عليه انقسامات تستجوب الحوار نظرًا لتوازنات البرلمان، التي تجبر الجميع على الجلوس الى طاولة مستديرة، وطرح الخلافات بكل شفافية، نظرًا لإنشغال العالم أجمع بحروب ونزاعات وشد حبال بعيدة عن الشرق الأوسط.

بيد أن الرئيس المقبل، مهما تغيرت الظروف الدولية سيكون خاضعًا لسقف وضعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن مواصفات الرئيس، هذه المواصفات كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد وضع الخطوط العريضة لها، في موقف ينم عن التنسيق العالي بينهم، وترابط في المواقف فيما يخص الميثاقية، في انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات بين الأفرقاء.

وكان جليًا توقيت طرح هذه المواصفات الذي جاء في وقت أجهض الحوار بين المكونات الأساسية لمجلس النواب، مع تمسك فريق باسم مرشح يتحدى ثوابت الأكثرية اللبنانية في محاولة لوضع العصي بدواليب الحل، لذلك لابد من مرشح يجمع معظم اللبنانيين على طروحاته، ولا يشكل هاجسًا لأي من الأفرقاء السياسيين في البلد.

فبداية المشوار المناسب لإعطاء دفع جدي لمرشح توافقي على شاكلة المواصفات المرجوة والتي من المفترض ان ترضي الجميع، حركة سياسية ناشطة أعادت تحريك المخزون السياسي الخارجي، إذ إن المبادرة الفرنسية نتج عنها لقاء سعودي فرنسي أميركي في أروقة الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، وذلك بهدف تعزيز حركة الاتصالات بين ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان، فودت بعدها حزمة سنية حاضنة له بمباركة سفير المملكة.
الصورة توضحت الآن، ويبدو الحديث عن مرشح التسوية يتفاعل بين الأقطاب السياسية المعنية والتي تؤمّن عدد من أصواته بالنصف زائداً واحداً ممكنة لديها، وبعد ذلك ندخل في مشهد سياسي تنطلق منه معارضة واصطفاف جديد يتمحور في النصف الآخر من المجلس، وتكون بذلك حلّت مسألة الرئاسة بأنها أنتجت رئيساً للجمهورية مقابل معارضة ضمن مشهد في إطار ديموقراطي بتنافس رياضي دون خوض عراك سياسي يوصل الى تناحر واشتباك قد يصل الى شارع مقابل شارع آخر.

وفي خضم هذه التسوية، يظل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحده ، من بين المسؤولين الذين ما زالوا في سدة المسؤولية، وهو من يتمتع بالقدرة على التحرّك على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية. فهو من حيث الشكل، وبصفته الرسمية يوجه الدعوات لانعقاد البرلمان لانتخاب رئيس جديد، على أن يكون الخميس المقبل موعداً للجلسة السادسة في حال كانت الأمور التسوية بدأت بالنضوج. أما من حيث المضمون فهو على تقاطع مع الخطوط الداخلية والإقليمية والدولية التي تعمل على فك عقدة الاستحقاق الرئاسي. فما الجديد في جعبة رئيس البرلمان؟

زر الذهاب إلى الأعلى