ثلاثيّة مساعي “التيار الوطني الحرّ”: الإجماع أو التوافق أو الإنتخاب
أبي خليل لـ "الديار": جعجع ليس الأقوى مسيحياً... وأزعور ما زال مُرشحنا
كتب كمال ذبيان في “الديار”:
ازدحمت المبادرات والتحركات واللقاءات سواء الداخلية اللبنانية او الخارجية، ومنها “اللجنة الخماسية” المكونة من اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر ، وكل ذلك من اجل انجاز انتخاب رئيس للجمهورية، الذي دخل الشغور الرئاسي شهره العشرين دون ان ينجز الاستحقاق الرئاسي الذي علقت جلساته منذ عام، وكانت آخر جلسة عقدت في 14 حزيران 2023 ، وتنافس فيها كل من رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية ونال 51 صوتا والوزير السابق جهاد ازعور وحصل على 59 صوتا.
فخلال عام لم يتوقف الحراك الرئاسي، فاقترح الرئيس نبيه بري الحوار والانتخاب، ولم يوفق بوضعه موضع التنفيذ، ثم اعادت “اللجنة الخماسية” تفعيل نشاطها ولم تحرز اي تقدم، وحاولت كتلة “الاعتدال الوطني” ملاقاة بري في اقتراحه، فاستبدلت التشاور بالحوار، لكنها لم تحرك الجمود الرئاسي، وتبعها “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط، بما اسماه التقاء الكتل النيابية على مسافة قريبة من ساحة التوافق الرئاسي.
وفي ظل هذه التحركات والمبادرات ، يدخل “التيار الوطني الحر” على الخط الرئاسي، وليست المرة الاولى التي يقوم بحراك سماه “مساعي” رئاسية، ابتعادا عن مصطلح “المبادرة” او ما شابه ، وقد بدأ تحركه من البطريركية المارونية، فزار رئيس التيار النائب جبران باسيل بكركي يوم الاحد لينال بركتها والصلاة له بنجاح “المساعي”.
عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل قال “الديار”: “لا يمكن لاحد ان يقدر نجاح او فشل مسعانا باتجاه انهاء الشغور الرئاسي ، الذي نعمل لنجاح مهمتنا التي لا نرى انها سهلة ومريحة، لكن لا بد من التحرك”.
ويظهر من مسعى “التيار الوطني الحر” انه يبحث عن الخيار الثالث او الاسم الثالث، وهذا ما لا ينكره ابي خليل الذي يؤكد “ان المساعي هي للاجماع على مرشح لرئاسة الجمهورية، فاذا لم يحصل فليكن التوافق بتأمين اصوات الثلثين (86) للمرشح التوافقي، واذا فشلت مساعي الاجماع والتوافق فليكن الانتخاب ، لكن بما ان ايا من المرشحين المتنافسين فرنجيه وازعور لم يتمكن من الوصول الى 86 صوتا، فان البحث عن مرشح اجماع او توافق هو ما نسعى اليه”.
لكن ابي خليل لم يسقط ورقة ازعور نهائيا، وهو يؤكد أنه لو دعي مجلس النواب لجلسة انتخاب ولم يحصل اجماع او توافق حول مرشح، فان تكتل “لبنان القوي” سيقترع لازعور الذي لم يتم عزله او اخراجه من التنافس الرئاسي، ما دام لم يحصل اجماع او توافق على مرشح ثالث”.
وحول اقتراح المرشح فرنجيه ليكون منافسه في المعركة الرئاسية رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، عملا بنظرية “التيار الوطني الحر” للرئيس القوي الذي يمثل في طائفته، يجيب ابي خليل بان “القوات اللبنانية” ليست الكتلة الكبرى في الانتخابات النيابية للعام 2022 ، اذ حصد “التيار الوطني الحر” الاصوات الاكثر بين الناخبين المقيمين، واحرزت “القوات ” اصواتا اكثر في المغتربات، وان من اسباب ذلك الامكانات المالية التي تملكها “القوات” وهي غير متوافرة للتيار، الذي ما زال يمثل الاكثرية المسيحية، واكد ان كل ما يقال عن انحسار التأييد للتيار وتراجع شعبيته ليس دقيقا، فهناك انكفاء شعبيا عن “القوات اللبنانية” مسيحيا، لان الشعار الذي رفعته في الانتخابات النيابية وهو “بدنا… وفينا” لم ينفذ، وظهر خداع الشعار لدى المواطنين الذين يرون صدقا في ما يطرحه “التيار الوطني الحر”.
من هنا ، فان مساعي التيار لانهاء الشغور الرئاسي هي العنوان، اما ما هو مخفي ومعلن ايضا فهو قطع الطريق على فرنجيه للوصول الى رئاسة الجمهورية، وكان قد اقترب منها في دورات رئاسية عديدة منذ العام 2004 ، والذي حصل فيه التمديد للرئيس اميل لحود في استحقاق عام 2008 ، وكاد يصل الى رئاسة الجمهورية عام 2016 بعد تأييده من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والناب السابق وليد جنبلاط وتهنئة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند له. ولولا وعد حزب الله للعماد ميشال عون برئاسة الجمهورية لكان فرنجية رئيسا للجمهورية، وهذا ما جعل “الثنائي الشيعي” متمسكين بفرنجية مرشحا لهما، وهذا ما لا يعطي لمساعي ” الوطني الحر” النجاح في ازاحة فرنجيه، وهذا ما تبلغه باسيل من الرئيس بري الذي لا يقف ضد اي حراك للحوار والتشاور، وخلالهما يتم التوافق الذي لا يمانعه رئيس المجلس ، الذي اذا حصل في اجواء ايجابية داخلية فليكن.