انتهى الحداد اللبناني على رحيل رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني.تنكست الأعلام ثلاثة ايام لتعود وترتفع وكأن شيئا لم يكن.الحزن مفتعل والكذب ساري المفعول في الأفراح ولأتراح لدى ” الجمهوريات” اللبنانية المتحدة في الفساد وعلى قهر المواطنين.
عزلوا الرئيس الأدمي والدستوري العريق سنوات طويلة. ربما هو من اختار عزلته واستقال بعدما اكتشف، بالتجربة والخبرة، تكاذب القادة السياسيين على بعضهم البعض، وعلى ناسهم ايضا. انقسم هؤلاء الى احزاب وطوائف ومذاهب ومناطق جعلت من هذه الجمهورية المتأكلة ” جمهوريات” تتشارك في نخر ابنائها دفاعا عن مصالحها ومواقعها وثرواتها.
ادرك عراب الطائف هذه الحقيقة المرة فعزل نفسه حتى لا يشارك في نحر وطن.اختار البعد عن سيرك المهرجين لتبقى يديه براء من دم هذا الصديق..لبنان كما اراده وسعى لتحقيقه. نادى طويلا بالعودة الى الطائف نصا وروحا وبكل عناوينه وتفاصيله..لكن امراء الحرب والمؤامرات،قظيمهم وجديدهم، افرادا وجماعات ومافيات، جعلوا من دستور الطائف شماعة لتبرير مواقفهم المشبوهة واكاذيبهم المتمادية عهرا وغدرا. اشيع كثيرا ان الراحل الكبير، اصر على اخفاء الكثير من اسرار الطائف.تناسى هؤلاء ان الصامت الغيور على جمهورية صدئة ابى ان ينشر غسيلهم الوسخ واكتفى بنشر ايحابيات اتفاق تاريخي انهى حربا اهلبة طاحنة كادت ان تمحي وطنا عن خريطة العالم.
غاب الحسيني عراب الجمهورية الثانية.انكشفت بعض الأكاذيب وسينكشف البعض الأخر وحيث يبدو بوضوخ ان الكل يضحك ويكذب على الكل.يكبر السؤال: من يضخك على من؟ ومن يكذب على من؟..
كذب المؤسسون ومن خلفهم سلطة الانتداب الفرنسي، على اللبنانيين بقيام جمهورية ديمقراطية، سيدة ومستقلة، من خلال دستورفرنسي الصنع وااصياغة وبميثاق لطالما وصف ب” الوطني” لكن الكذبة انكشفت في كل مرة تنفجر الصراعات، وحيث يتأكد ان وطنا يتأسس على طوائف ومذاهب واقطاعيات سياسية وحزبية غير قابل للصمود والحياة.
اكثر من ذبم ان وطنا انبنى على مصالح واطماع شخصية وعل فرز بين اقلية تجسدها مجموعة اثرياء توارثوا السلطة والمال، وببن اكثرية توارثت الذل والفقر والقهر والخنوع سوف تأكل ذاتها وابناءها.
واقع الحال، وكما كشفت الأحداث والتطورات اللبنانية السيايية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ان ” جمهورية الأقلية الفوقية لم تؤسس وطنا، وأن “جمهوريات” التحت لم تبن اوطانا..انما اسستا معا سيركا متحركا، الكل يهرج فيه،ابطالا وكومبارسا يتشاركون في كذبة كبيرة: البطل يعبئ ويهبئ، والكومبارس يئن ويعن..البطل ينتصر دائما بفساده ومكره وخداعه في مسرخ مفتوح على المؤامرات دونما اي حسيب او رقيب..وأن صادف ان اتخذ مسؤول ما قرارا ما، فالويل ان لم يكن باجماع كل المسؤولين، ودائما تحت عنوان مبطن ومفجر: الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي..
اكاذيب بالحملة والمفرق..ثعالب سياسية ومالية واجتماعية تنصب فخاخها لأرانب سرقوا لقمها وجنى ععرها. كموا اصواتها عندما انتفضت لتعلنها ثورة على الكل يعني الكل فاذا بها تتراخى امام جمهوريات تقدها مافيات مرتهنة شرقا وغربا لملوك ورؤساء ومرشدين..
تلك هي الحقيقة اللبنانية الناشطة منذ استقلال كاذب واسطورة لبنان اولا!