ثبات المحور… انكفاء وتراجع للإدارة الأمريكية و إسرائيل

كتب مبارك بيضون

كتب مبارك بيضون

لم تزل الحرب على غزة في ذروتها مع انطلاق مرحلة جديدة بعمليات الاغتيالات التي طالت قادة المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، والتي تثبت أن الحرب على غزة لم تأتي أكلها، ولم تستطع تل أبيب أن تعطي الرأي العام الإسرائيلي أي نصر او إنجاز يحتذى به.

وفي خضم المعركة في غزة، تولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تخفيف وطأة الحرب، وحفظ ماء وجهها عبر استهداف اليمن، في محاولة لإيصال رسالة الى المحور بأن الولايات المتحدة مستعدة لتلقي الصفعات عن تل أبيب، خاصة أن حركة أنصار الله مست الخطوط الحمر الأمريكية الثلاثة، والتي تتمثل بوجود إسرائيل، و خطوط الملاحة الأمريكية وتدفق النفط، وبالتالي تمكنت أنصار الله من المس بأسباب وجود الإمبراطورية الأمريكية، لذلك كان لابد من تحرك أمريكي كي لا تصبح واشنطن مكسر عصا فصائل المقاومة في محور الممانعة.

وفي معركة عض الأصابع التي تمارسها المقاومة في غزة جاءت صفعة جنوب أفريقيا لإسرائيل، والتي قدمت مرافعة تاريخية عن الحق الفلسطيني، عجزت عن تقديمها 21 دولة عربية تدعي زورًا مناصرة فلسطين، حيث تم تفنيد الأدلة والبراهين التي تثبت أن تل أبيب تمارس حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، مما جعل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يتراجع عن تصريحاته بحق أهالي غزة، والتي أكد فيها مرارًا وتكرارًا بأنه لن ينهي الحرب إلا باحتلال القطاع المحاصر.

الجبهة اللبنانية لم تهدأ منذ الثامن من أكتوبر، حيث كانت السبب الفعال في تشتيت الجهد العسكري الإسرائيلي، لتكو ن الجبهة الفعالة في مواجهة الجموح الاسرائيلي الذي يريد دحرجت المنطقة الى حرب إقليمية تطال محور المقاومة الممتد من في ستة دول، وكل هذا لحماية رأس نتنياهو من المحاكمة التي تنتظره فور انتهاء الحرب.

الدور الأمريكي في تهدئة الجبهة اللبنانية اختلف عما كان عليه في العام 2006، حيث كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ترسل برسائل واضحة لتطبيق القرار 1701 والعزف على سنفونية سحب سلاح حزب الله، لتتغير الحالة الآن بإرسال آموس هوكشتاين إلى بيروت، والطلب من الحكومة الضغط على حزب الله لتهدئة الجبهة لحفظ ما تبقى من قوة اسرائيلية، عقب الضربات الدقيقة التي وجهتها المقاومة الى الجيش الاسرائيلي على طول جبهة ممتدة على أكثر من 100 كيلومتر من الناقورة الى مزارع شبعا، مما سبب بتهجير سكان مستوطني الشمال الى عمق 20 كيلومتر في الداخل المحتل، بالتوازي مع خسائر اقتصادية فادحة.

في المقابل تعيش الجبهة الداخلية الاسرائيلية أزمة وجودية عقب تراجع شعبية نتنياهو في آخر استطلاعات الرأي، مع التأكد من أحلامه بالقضاء على المقاومة في غزة وتحرير الأسرى دون شرط أو قيد ذهبت أدراج الرياح بفضل صمود الشعب الفلسطيني، ومن خلفه مقاومة مسكت زمام المبادرة في حرب بات ضباط الجيش الاسرائيلي وجنوده لقمة سائغة للمقاومين. حيث سجل ما يفوق عن 30 ألف جندي يعاني من أزمات نفسية نتيجة الغرق في وحول غزة. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على بداية النهاية لإسرائيل.

في المحصلة أثبت محور المقاومة للجميع أنه متماسك رغم التضحيات الذي بذلها من القادة والمقاتلين والشعوب، ورغم الهمجية الاسرائيلية التي لم تفرق بين الكبار والصغار، والنساء والأطفال، تمكن من الصمود أمام آلة القتل والتدمير.

Exit mobile version