عندما انضم تيم كوك إلى شركة “أبل” في أواخر التسعينيات، لم يكن ليتصور أنه بعد أكثر من ربع قرن سيقف على رأس اثنين من أهم رهانات الشركة التكنولوجية: جهاز
Vision Pro وتقنية “ذكاء أبل” ومع ذلك، فإن البداية المتعثرة لكلا المشروعين أثارت تساؤلات حول مستقبلهما وألقت بظلالها على قدرة كوك على قلب المعادلة بحلول عام 2025.
الرهانات الكبيرة وماذا حدث؟
رغم أن “أبل” تواصل كونها قوة ضخمة في السوق – حيث ارتفعت قيمتها السوقية هذا العام بنسبة 35% لتصل إلى 3.81 تريليون دولار – فإن التحدّيات التي تواجه منتجاتها الجديدة قد تهدد استمرارية هذا النجاح. بينما تظل مبيعات الآيفون، العمود الفقري لإيرادات الشركة، ثابتة نسبياً، تواجه “أبل” ضغوطاً لإيجاد مصادر جديدة للنموّ.
جهاز Vision Pro، الذي كان من المفترض أن يفتح الباب لعالم جديد من الواقع الافتراضي والمعزز، واجه استقبالاً فاتراً. وبالمثل، جاءت جهود الشركة في الذكاء الاصطناعي عبر تقنية “ذكاء أبل” متأخرة وضعيفة مقارنة بمنافسيها الرئيسيين.
الرؤية الضبابية
عندما أُطلق جهاز Vision Pro في شباط (فبراير) 2024، وُصف بأنه “أكثر جهاز إلكتروني استهلاكي تقدماً أُنشئ على الإطلاق”. ومع ذلك، فإن التكلفة الباهظة للجهاز البالغة 3500 دولار جعلت من الصعب على “أبل” جذب جمهور واسع. وعلى النقيض، تقدم شركات مثل “ميتا” أجهزة مثل Quest Pro بأسعار تبدأ من 999.99 دولاراً، ما يجعل التكنولوجيا أكثر إتاحة.
التحديات لم تتوقف عند التكلفة؛ فقد فشل الجهاز في توفير التطبيقات التي تجعله ضرورياً للمستخدمين. على الرغم من وعد أبل بأن Vision Pro سيأتي مع أكثر من 600 تطبيق، فإن التقدّم في هذا الجانب كان بطيئاً. ووفقاً لتقرير نشرته “وول ستريت” جورنال في تشرين الأول (أكتوبر)، أُضيف فقط 10 تطبيقات جديدة إلى متجر Vision Pro في أيلول (سبتمبر)، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 1770 تطبيقاً.
السباق المتأخر
رهان “أبل” الكبير الآخر، الذكاء الاصطناعي التوليدي، شهد هو الآخر بداية مضطربة. على الرغم من الجهود المبذولة لتسويق هذه التقنية في مؤتمر WWDC في حزيران (يونيو) ثم حدث إطلاق الآيفون في أيلول (سبتمبر)، فإن النتائج حتى الآن كانت أقل من المتوقع. جاءت الأدوات المتاحة ببطء، ولم يقدم “آيفون 16” أيّ ميزات ذكاء اصطناعي رئيسية عند إطلاقه.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه “أبل” تحدّيات كبيرة في السوق الصيني بسبب عدم توافر شراكتها مع “أوبن إيه آي” هناك. وقد دفع هذا الشركة للبحث عن شراكات محلية مع شركات مثل Tencent وBaidu، إلا أن هذه الجهود تواجه مشكلات تتعلق بالدقة في الاستجابة للمستخدمين، مما يهدد موقع “أبل” في سوق حسّاس للغاية.
آفاق متقلبة ومسؤولية كبيرة
رغم هذه التحديات، لا يزال هناك تفاؤل بشأن قدرة “أبل” على تحقيق النجاح. بينما تواصل “أبل” السير على حبل رفيع بين الابتكار والاستمرارية، تظل المهمة الكبرى لتيم كوك في عام 2025 هي إثبات قدرة هذه المنتجات على تحقيق النجاح المطلوب. بالنسبة إلى كوك، فإن الرهان لم يعد فقط على المستقبل، بل على استمرارية إرث “أبل” كواحدة من أعظم الشركات التكنولوجية في العالم.