تقدم ملموس في مفاوضات الدوحة.. وهذا ما أبلغته قطر لإيران
أفادت “القناة 12” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن “إسرائيل تطالب بالحصول مسبقا على قائمة تضم 33 محتجزا على قيد الحياة”.
وأكدت الصحيفة، أن “إسرائيل تطالب بالحفاظ على سيطرة عسكرية على محور فيلادلفيا وممر نيتساريم”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “المحادثات في الدوحة جوهرية والوفد سيبقى لبحث الصفقة”.
في حين أفادت مصادر إسرائيلية عن مفاوضات الدوحة بشأن غزة، عن “إحراز تقدم ملموس على الأقل في قضية رئيسية واحدة هي محور نيتساريم”.
بدورها، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ان “قطر أبلغت إيران بإحراز تقدم في المفاوضات وحاولت إقناعها بعدم الرد على إسرائيل”.
وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة، ما وصفته بكواليس اليوم الأول من مفاوضات “الفرصة الأخيرة” لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، والتي جرت في الدوحة بحضور ممثلين من قطر والولايات المتحدة ومصر.
نقلت الصحيفة عن مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة أن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أجرى مكالمة هاتفية مع المسؤولين في إيران، حيث أطلعهم على وجود تطورات إيجابية في المفاوضات، وهو ما يعكس أن الاتجاه العام للمفاوضات كان إيجابياً، وفق ما ذكرت يديعوت أحرونوت.
وقال المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة الإسرائيلية، متحدثاً عن المكالمة الهاتفية: “قال لكبار المسؤولين في طهران: ‘نحن نتقدم، قليلاً، ولكننا نتقدم’، وألمح أيضاً: “عليكم التفكير ملياً فيما إذا كان من الحكمة لكم، أو لحزب الله، مهاجمة إسرائيل في وقت يحدث فيه مثل هذا التقدم”.
وعلقت الصحيفة بقولها:”ويبدو أن لهذه المكالمة الهاتفية تأثير ملحوظ. بعد وقت قصير، علم كبار المسؤولين من الدول الوسيطة أن حزب الله، بخلاف قرار سابق له بمهاجمة إسرائيل، قرر تأجيل الهجوم في الوقت الحالي، بغض النظر عن الجهة المنفذة، حتى يتضح وضع المفاوضات – أي الوضع الإقليمي – بشكل أفضل”.
فيما أفادت يديعوت أحرونوت أيضاً أنه بخلاف المرات السابقة، لم تقم الوفود بجمع الوثائق السرية والحقائب والحراس الشخصيين والذهاب إلى المطار، بل وافقوا على اقتراح رئيس وزراء قطر بالبقاء في الدوحة.
وقالت الصحيفة إنه كانت هناك شكوك لدى الوفد الإسرائيلي بشأن أمن الوفد نظراً للتهديدات التي يتعرض لها الإسرائيليون بشكل عام وكبار المسؤولين بشكل خاص، خاصة وأنهم يمثلون إسرائيل في القمة – رئيس الموساد ديدي بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار – بعد اغتيال إسماعيل هنية.
وأضافت أن الطائرة التي جلبت فريق التفاوض الإسرائيلي كانت تضم فريقاً أمنيًا معززاً بأسلحة كبيرة. وقد فكر أعضاء الوفد في البقاء في الطائرة المحاطة بالجنود والحراس من الدولتين، ولكن في النهاية تقرر اتخاذ ترتيبات إقامة أخرى.
واعتبرت الصحيفة أن بقاء الوفود بالدوحة واستئناف المفاوضات ليوم ثان أظهر أن ممثلي الدول الأربع – إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر – يعتقدون أنه كان هناك تقدم في المحادثات وربما يكون هناك إمكانية لتعزيزها أكثر.
وعن تفاصيل اليوم الأول من المفاوضات، كشفت الصحيفة أن الاجتماعات عُقدت في مكتب رئيس الوزراء القطري في الساعة الثالثة عصراً، وبدأت بلقاء شخصي بين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري. بعد ذلك، عقدت اجتماعات شخصية أخرى، وأخيراً اجتماعات بين كبار ممثلي الدول الأربع.
وقال أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي: “جئنا بتفويض واسع نسبياً، لكن لا تخطئوا: لا يزال لدى بيبي (نتنياهو) مطالبه الخاصة، وليس من المؤكد أنه يمكن ‘تنقيحها’ مع التفاهمات مع حماس”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق المفاوضات يواجه العديد من التحديات. فلم يتم بعد الانتهاء من المناقشات حول البندين 8 و14 الحاسمين، واللذان يتعلقان بآليات المرحلة الثانية من تبادل الرهائن والأسرى، وبشروط إجراء المحادثات وبوقف إطلاق النار النهائي.
كما أن هناك سلسلة من العوائق والشروط الجديدة التي طالب نتنياهو بإضافتها إلى الاتفاق الذي اقترحته إسرائيل بنفسها في 27 أيار، بما في ذلك رفض إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا – وهو موضوع يعارضه تماماً كل من مصر وحماس، وكذلك المطالبة بترتيبات أمنية عند معبر رفح ومحور نتساريم، وقوائم الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة قال مسؤول رفيع في إحدى الدول الوسيطة إنه يبدو أنه تم تحقيق اختراق في مسألة محور نتساريم. فيما لم يتم الكشف عن تفاصيل هذا الاختراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قوله: “خرج الفريق الإسرائيلي من هنا بمكاسب قليلة جداً. ليس لديهم تفويض واسع على الإطلاق، ولا أحد منهم، حتى لو ادعى رئيس الموساد غير ذلك في محادثاته مع أطراف خارجية، يعتقد أن ذلك سيكون كافياً”.
وأضاف:”كل هذا الحدث هو في الأساس اقتراح وساطة أميركية تم تقديم تفاصيله بالفعل إلى إسرائيل، ومن خلال المحادثات التي أجريت مع نتنياهو، تبين أنه عملياً غير مقبول بالنسبة له. الجميع لديهم مصلحة في إظهار أن الأمور تسير على ما يرام، لكن من المؤسف أن يتم تضليل الجمهور بأوهام. الجزء المتعلق بحزب الله وإيران صحيح، وهذا إيجابي بحد ذاته، لكني لا أود المبالغة في التفاؤل بشأن المفاوضات. في النهاية، ستكون خيبة الأمل بقدر التوقعات – خاصة بالنسبة لعائلات الرهائن الذين ستتحطم قلوبهم مرة أخرى”.
يأتي ذلك بينما أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، مساء الخميس، أن اجتماع الدوحة بشأن الحرب على قطاع غزة سيُستأنف الجمعة.
ولفت إلى أن الوسطاء عازمون على مواصلة جهودهم حتى التوصل إلى اتفاق لوقف هذه الحرب.
وقال الأنصاري، إن “اجتماع الوسطاء لإنهاء الحرب على غزة، الذي عقد اليوم (الخميس) في الدوحة، ما زال مستمراً، وسيُستأنف الجمعة”.
وأضاف أن “جهود الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة مستمرة”.
وأكد أن “الوسطاء عازمون على المضي قدما في مساعيهم وصولا إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.