تقارب التيار والحزب على وقع زيارة رئيسي إلى الرياض
كتب مبارك بيضون
يوما بعد يوم يكتشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأن حسابات المرحلة لم تكن تحت سيطرة أبعاده الإستراتيجية والسياسية التي كادت أن تؤدي بمسيرة التيار السياسية الى نفق مظلم فيما لو استمر بتحالفاته التي تشبه زواج المصلحة بينه وبين خصومه من بقايا ما يسمى بـ 14 أذار و راكبي الثورات الملونة.
وكادت الأمور أن تنحو باتجاه خسارة كبيرة بعكس ما ينتظر جبران باسيل وهو دخوله قصر بعبدا في يوم من الأيام كرئيس للجمهورية وليس كصهر الرئيس، وذلك بوعد محتم من جهة باتت معروفة بمصداقيتها وتوجهاتها مع علمها المسبق بأن التحالف مع التيار حاجة أساسية ضمن إطار وطني صادق وغير مزيف ولا يشبه زواج المصلحة.
علمًا أن لزعيم التيار البرتقالي الرؤى الثابتة والواضحة والتي لا تشوبها شائبة وذلك برأي أكثر المقربين منه، بل وحتى الخصوم من خلال تجربة مضى عليها وقت من الزمن، جعلته ينتقل من مرحلة الإعداد والتفكير إلى خطط مسبقة ينتهجها بعد مشوار طويل مع حلفائه، وبالتحديد من أعدوا معا خارطة الطريق المتمثلة باتفاق مار مخايل.
وفي معلومات خاصة من مصدر مطلع أشار الى أن ” الانحياز المؤقت خلال الأشهر السابقة التي انتهجها باسيل ما هي الا ردة فعل شخصية تعود الى عوامل لا تتعدى القهر الذاتي والشخصي مع بعض التجاوزات، إضافة الى انحياز الى مقربين منه من خلال أفكار تعود المصلحة فيها لقوى تريد للتيار الابتعاد عن الثوابت الاساسية، ظنا منها بأن ذلك سوف يبعده عن كل ما يجري في المنطقة، ناهيك عن أن بعض الوعود التي سمعها من بعض المقربين بأنه لو استدرك الوزير باسيل وقطع علاقاته بحارة حريك سيكون في معرض إزالة العقوبات المفروضة عليه، إضافة الى حصوله على إجماع مسيحي حول اسمه ليكون المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية.
ويلفت المصدر إلى أن نتائج جلسة الاقتراع الأخير والتي تمحورت حول أزعور كانت كافية لتبيان المشهد لقوى حاولت بكل قواها وتقاطعاتها فلم تفلح آنذاك سوى الحصول على 59 صوتًا، وبالكاد تم الوصول اليه.
وقد استفيد من هذا المشهد بروز الغايات التي كان خصوم الماضي يستغلونها في التباعد المبني على بعض التفاصيل وغيرها من المحاولات مترافقة مع الدس الخارجي، مع فشل ذريع في المقاربة التي كانت تريد الفصل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وهو ابتعاد عن الواقع السياسي المحلي القائل بأن الحوار هو الحل الأمثل لكل الصراعات الداخلية وهذا ما أرساه إتفاق مار مخايل، بدليل الهجوم الذي شن على التيار عقب فشل حصول أزعور على ما يضمن وصوله الى سدة الرئاسة”
ويؤكد المصدر أن الزيارات لم تنقطع بين حارة حريك و ميرنا الشالوحي بشكل بعيد عن الإعلام، في انتظار نضوج التسوية الخارجية التي ستنعكس على الداخل، علمًا أن كل محاولات التسويات كانت مطمئنة للوزير باسيل، وكان يوضع بتفاصيلها عبر أحد المقربين الذي يزور الرئيس عون بشكل دوري وذلك بحضور باسيل نفسه.، وهذا الزائر أبلغ الرئيس عون بعد لقاءاته مع الحلفاء بأن التسوية السورية السعودية الايرانية تسير باتجاه الحل، كاشفًا للرئيس عون بأن الرئيس الإيراني سيلبي دعوة العاهل السعودي في الأيام القليلة المقبلة.