أخبار محليةالاخبار الرئيسية

“تغريدة” سعودية في بنشعي!

مرسال الترس 

كانت ملفتة الزيارة التي قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إلى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في منزله في بنشعي أواخر الشهر الماضي، والتي دُعي اليها الصحفيون للتغطية، وسط معطيات تسربت من مقر إقامة “أبو طوني” عبر زواره، توحي بأجواء أكثر من إيجابية بين أبرز العواصم العربية التي عادت لتفرض حضورها على الساحة اللبنانية، بعد عقدين من الانكفاء المقلق لدى العديد من المراجع السنية، وبين مرجعية مارونية كان لعائلتها تاريخ صداقة تحولت إلى مضرب مثل مع ملوك وأمراء السعودية.

زيارة سفير المملكة في لبنان إلى بنشعي ليست رداً على الزيارة التي قام بها رئيس تيار “المردة” إلى دارة السفير السعودي قبيل أشهر معدودات من الانتخابات الرئاسية، وإنما هي تأسيس لمرحلة وصفها النائب طوني فرنجية بأنها ” طبيعيّة، لا يمكن قطعها، كما لا يمكن تجزئتها”، ملقياً على السفير السعودي تعبير “الصديق”. وهذا ما دفع بالعديدين من أصدقاء النائب الشاب إلى تذكر العلاقة التي كانت قائمة بين جد أبيه رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية، وبين ملوك السعودية، ولا سيما الملك فيصل الذي شارك وبقية الأمراء في “رقصة العرضة” في أحد فعاليات استقبال الرئيس اللبناني على أرض المملكة.

ولأن الزيارة لم تكن مصادفة مطلقاً، بل مدروسة بعناية، فإنها أتت بعدما تناهى إلى مسامع السفير السعودي، الملّم جداً بتفاصيل الساحة الداخلية، المواقف الواضحة والراسخة من سليمان فرنجية إزاء دور السعودية ووقوفها إلى جانب الدولة اللبنانية في أحلك الظروف، إضافة إلى إعلان سحب ترشيحه للرئاسة من أمام العماد جوزاف عون للوصول إلى قصر بعبدا، وهو ما قدّرته الرياض، والتأكيد في غير مناسبة ومجلس على دعمه من أجل إنجاح عهده، طالما أن المملكة هي إحدى السفن المحورية التي نقلته إلى بر بعبدا. وهو ما ظهرت بعض ملامحها على هامش زيارة وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان إلى القصر الجمهوري، والتي ستُستكمل صورتها في اول زيارة سيقوم بها الرئيس عون إلى خارج لبنان بعد تشكيل حكومة نواف سلام.

أضافة إلى ذلك، رفض فرنجية إمكانية مقارنة أداء الرئيس جوزاف عون مطلقاً بأداء عهد الرئيس ميشال سليمان الذي بدأ من نقطة في الشرق لينهيه بنقاط في الغرب.

وبين زيارة ولقاء، يؤكد زوار فرنجية، الذي يوسمه الجميع بثبات مواقفه مهما تألبت الظروف، أنه مصمم على دعم عهد الرئيس عون بكل ما يملك من تأثير على الساحة اللبنانية، وأن العهد يبادله بالمثل و”حبة مسك”.

من “الخبز والملح” على مائدة السفير البخاري في اليرزة، إلى فنجان القهوة العربية في بنشعي، وصولاً إلى اليافطات في بعض شوارع عاصمة الشمال للنائب فرنجية مع التحيات إلى المملكة، لا يستبعد ان تَظهر أطباق الكبة الزغرتاوية بأنواعها المختلفة أمام السفير السعودي، وربما أكثر في المستقبل القريب!

 

زر الذهاب إلى الأعلى