تعنّت نتنياهو واستمراره في نهج التدمير والقتل! بانتظار الانتخابات الاميركية
خاص «مركز بيروت للأخبار»
كتب المحلل السياسي
كيان العدو الإسرائيلي مستمر في عدوانه على لبنان بعد رفض خارطة الطريق اللبنانية التي تم التوافق عليها مع المبعوث الأميركي آموس هوكستين وترحيل الحراك السياسي للحل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
وبناء عليه رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية مشيرا إلى أن هذا سيترك الأمور في لبنان «رهنا بتطورات الميدان, مبديا تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية» في الميدان ومقابل تجاوز كيان العدو القرارات الدولية وانتهاك كل حقوق الانسان ووضع الشروط التعجيزية يتمسك لبنان ويلتزم بتنفذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
مواقف الرئيسين بري وميقاتي تقاطعت مع بيان وزارة الخارجية الفرنسية والتي اشارت فيه الى ان القرار رقم 1701 يضمن أمن السكان وعودة النازحين في لبنان وإسرائيل، ولفتت الخارجية الفرنسية الى ان هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في اسرع وقت ممكن.
مجمل هذه المواقف تأتي وسط تعنت العدو الاسرائيلي واستمراره في نهج القتل والتدمير المتنقل بين الجنوب والبقاع والجبل والضاحية الجنوبية وجنونه مقابل ضربات المقاومة الموجعة على الحدود وفي معظم محاور القتال وصولا الى داخل الكيان المحتل التي تصله صواريخ ومسيرات العدو يوميا محققة الاصابات في الارواح والاليات والثكنات العسكرية والامنية الاسرائيلية.
السلبية التي كانت متوقعة منذ اللحظة الاولى للكلام عن تفاؤل، وعن زيارة الوفد الاميركي لإسرائيل، اكدها الرئيس نبيه بري امس، حيث نعى المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض خارطة الطريق اللبنانية التي حصل توافق عليها مع المبعوث الأميركي آموس هوكستين، معتبرا أن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة الثلاثاء المقبل، ورافضا في الوقت نفسه، رسم توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية.
صراحة الرئيس بري للمرة الأولى الذي أعرب فيها عن تخوفه من تحويل بنيامين نتنياهو لبنان الى غزة ثانية، لافتا الى ان الامور في الوقت الحالي تبقى رهن الميدان. وكشف بري أن هوكستين كان وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه لم يتواصل مع الجانب اللبناني منذ مغادرته اسرائيل.
اما على خط رئاسة الحكومة، فنفي لما اوردته وكالة رويترز نقلا عن مصدرين لبنانيين كبيرين، سياسي وديبلوماسي، عن ان واشنطن طلبت من بيروت اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد تسهيلا للمفاوضات.
هذا الجنون الممنهج والمبرمج، يتوقع له أن يتصاعد في الأيام القليلة المقبلة، ارتباطا بموعد فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصا مع انهيار كل المساعي الديبلوماسية، بين الخطر الوجودي الذي بدأت إيران تتحدث عنه، والخطر الوجودي الذي يتحدث عنه نتنياهو، لبنان عالق بين هذين المنطقين، ويدفع الثمن من وجوده، على الرغم من حالات الإنكار والمكابرة التي لا ترى هذا التهديد الوجودي.
وبالنظر الى الضاحية والجنوب وبعلبك تكفي وحدها للرد على الإنكار والمكابرة. كذلك الامر بالنسبة إلى النزوح الجماعي الذي لم يشهد لبنان مثيلا له.
استطاع نتنياهو في اسقاط ورقة النار داخل صناديق الانتخابات الاميركية… رد اموس هوكسيتن على اعقابه… وتفرغ لادارة الحرب على ضفتيها من غزة الى لبنان هي ايام الجمر بلا رماد حتى الثلاثاء وما بعد النهار الاميركي من نتائج. ولكنه لم ينل حاصل المعركة البرية في جنوب لبنان بعد.. وجنوده لا تتسع لهم مروحيات النقل الى مستشفيات حيفا في البر…
صبّ نتنياهو فشله بقتل النساء والأطفال والمسعفين والمدنيين الذين باتوا أهداف الانتقام المتنقل على أجساد المدن والقرى من أقصى الجنوب إلى البقاع حيث انضمت امس “أمهز” و”البزالية” إلى قائمة القرى الثكلى ومسحت منها عائلات عن السجل المدني وباعتراف إعلامهم خمس فرق بثمانين ألف جندي ولواء احتياط لم يستطيعوا أن يسيطروا على أصغر قرى الجنوب فكيف بسهل الخيام الممتنع.
وباعتراف ألوية جيش العدو فإن تشرين الأسود كان الأكثر دموية بمقتل ثمانية وثمانين جنديا ومستوطنا. تعثر التفاوض قابله تصعيد من الجو على الأرض وزيارة المحاولة الأخيرة من تل أبيب إلى واشنطن انتهت في أرضها فلا مفاوضات ولا اتفاقات قبل الانتخابات الأميركية.
ولتغطية الفشل تبادل الإعلام الأميركي والإسرائيلي الأدوار فنقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي أن مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك عادا لواشنطن بعد آخر محاولة قبل الانتخابات لحل الصراع بالشرق الأوسط… في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أميركي أن لقاءات هوكشتاين وماكغورك بشأن وقف إطلاق النار بلبنان جيدة والفجوات تقلصت ما يؤشر إلى إسقاط تجربة التفاوض بين نتنياهو وحماس على لبنان وهوما خشي منه رئيس مجلس النواب نبيه بري وتحديدا من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.