أخبار خاصةالاخبار الرئيسيةمقالات

تطورات الحرب مع “اسرائيل”.. هل تنقلنا إلى حرب شاملة ؟

تطورات الحرب مع "اسرائيل".. هل تنقلنا إلى حرب شاملة ؟

كتبت فاطمة شكر- “مركز بيروت للأخبار”:
صحيح أنه مضى 11 عشر شهرا على الحرب الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ، لكن “اسرائيل” وجيشها لم يستطيعا تحقيق أي هدفٍ من أهداف الحرب ، ومنها تحرير الرهائن الاسرائيليين والقضاء على حماس وتدمير الأنفاق ، حيث باتت المقاومة تقاتل من فوق الأرض ومن تحتها ، خاصة وأن الأنفاق تلعب دوراً اساسياً في صمود المقاومة داخل القطاع ،ناهيك عن جبهات المساندة من قبل محور المقاومة والتي لها الدور الكبير في هذا الصمود ، كل ذلك ادى إلى إرباك “اسرائيل ” والى نشوب خلافات عميقة منها ما هو عقائدي وسياسي واقتصادي واجتماعي.

الحرب في غزة :
حتى هذه اللحظة ورغم الدمار الكبير لم يستطع نتنياهو تحقيق اي وعد من وعوده، لذا فهو يتذرع بضرورة السيطرة على محور فلادلفيا من أجل ان يحصل على بعض المكتسبات، من هنا يؤكد خبير عسكري أن لولا جبهات الاسناد لتهجر اهالي غزة واهالي الضفة الغربية إلى مصر ، ناهيك عن ان المقاومة الفلسطينية لازالت تحارب العدو بكل ما أوتيت من قوة وتسيطر على غزة المدمرة ،ما يعني ان حماس قادرة على الاستمرار في حربها ولن تتوقف إلا بشروطها.

جبهة المساندة في لبنان :
منذ أيام أكدت مصادر أمنية أوروبية موثوقة بأن عملية الأربعين استهدفت مقرات الوحدة 8200 في قاعدة “غليلوت” وقاعدة “عين شيمر” رداً على اغتيال القائد الجهادي الشهيد فؤاد شكر، وأسفرت عن سقوط 22 قتيلاً و74 جريحاً. من هنا يؤكد خبير عسكري ” أن هذه الأرقام تتماشى مع التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشأن إصابة الوحدة بشكل مباشر” .واشار الخبير العسكري الى أن ” هناك غموضاً كبيراً يكتنف تفاصيل العملية،وأوضح الخبير أن هذا الغموض ما هو إلا نتيجة الرقابة العسكرية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الصحافة ، والتي تساهم في التعتيم و إخفاء الكثير من التفاصيل في ظل التصعيد الحالي”. وأضاف الخبير العسكري أن ” عملية يوم الأربعين كانت متقنة ومتناسقة، حيث جاء الرد بما يتناسب مع الأهمية الاستراتيجية للوحدة المستهدفة، والتي شملت أيضاً استهداف مركز استخباراتي مهم في الكيان الإسرائيلي،وهذا ما يدل على مدى دقة التنسيق”.وتابع الخبير العسكري أن “استقالة قائد الوحدة 8200،يرتبط بفشل الوحدة في تأمين المعلومات اللازمة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى ” خاصةً وأن الوحدة لم تتمكن من تأمين المعلومات الحيوية لمواجهة التطورات العسكرية في غزة ولبنان،وما النتائج الميدانية إلا دليلٌ على ذلك”.
وعليه هل تتجه “اسرائيل” نحو عملية واسعة في الجبهة الشمالية كما قال نتنياهو كرد على حزب الله ؟
يجيب الخبير العسكري بالتالي :

أولاً: يمتلك جيش العدو قدرة عسكرية كبيرة ، لكنه من المؤكد انه عاجزٌ عن تحقيق أهدافه في غزة المحاصرة ؟ فهل سيكون جاهزا لخوض حرب مع حزب الله ؟

ثانياً: جيش العدو غير جاهز لحرب مع لبنان ، خاصة في ظل استمرار حرب الاستنزاف في جبهة الشمال بين حزب الله والعدو .
ثالثاً: لابد من التأكيد أن المقاومة جاهزة لكل مخططات العدو ، وهي حتى هذه اللحظة لم تستخدم إلا جزءاً بسيطاً من قدراتها النارية كما استخدمت سلاح المسيرات باسراب لا تزال ضمن نمط التقنين ،واستخدمت أيضاً الطراز المتطور من صواريخ كورنيت EM وصواريخ الماس ومدى الطرازين 10 كلم مقابل المدى الاقصى للدبابات الاسرائيلية الذي يبلغ 4 كلم فقط ما يعني وضع الدبابات ضمن الاستهداف لمسافة كبيرة قبل ان تتمكن من استخدام قوة الصدم والقوة النارية .

من هنا يؤكد الخبير العسكري أنه “لا يمكن الجزم بامكانية ذهاب العدو الى المستوى الاعلى من الحرب دفعة واحدة، إلا أنه قد ينفذ بعض الضربات الجوية الاختبارية لمعرفة ردة فعل قيادة المقاومة”.

في الشأن اليمني:
أكد الخبير العسكري أن ” الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي قطع مسافة 2040 كلم واستغرق 11 دقيقة ليصل الى هدفه دليلٌ على ان سرعته بين 12 و 15 ضعف سرعة الصوت ، ما يعني ان اطلاق صاروخ مشابه له من لبنان من ابعد نقطة الى ابعد نقطة في فلسطين المحتلة لن يستغرق اكثر من دقيقتين وهو زمن قاتلٌ لا تستطيع اي انظمة دفاع جوي التعامل معه “، وتابع الخبير أن “وصول صاروخ يمني واحد فقط اكد فشل منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية بكل طبقاتها ( حيتس – مقلاع داوود – باتريوت – القبة الحديدية ) خاصةً انه تم اطلاق بين 20 الى 30 صاروخ من منظومتي حيتس ومقلاع داوود ، ثمن الصاروخ الواحد 3 ملايين دولار، ما يعني ان اطلاق عشرة صواريخ سيؤدي الى استنزاف منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية ويخرجها من الخدمة وسيفتح الاجواء امام الصواريخ البالستية والمجنحة والمسيرات وهو امر بغاية الخطورة على اسرائيل.

ما يحصل ليس بالأمر العادي ، فضربات المقاومة في غزة ومن لبنان واليمن أرهقت العدو ، كما المستوطنين الذين يصابون بين الدقيقة والثانية بحالة ذعر، خاصة في ظل وصول صاروخ يمني واحد إلى قلب الكيان ما يعني أن لا مكان آمن في اسرائيل وهذا ما سيرتب خلق مشاكل أخرى مع حكومة نتنياهو اضافة إلى الرغبة في الهجرة ،خاصة ان هذا الصاروخ الذي تميز بالسرعة العالية والقدرة على المناورة مجرد صاروخ اختبار لخطط موضوعة قد يبدأ تنفيذها بحسب المراحل وبما تقتضيه الضرورة ، وعليه فإن الصاروخ اليمني وعملية الأربعين شغلتا العدو والولايات المتحدة . فهل سيتهور نتنياهو ويذهب إلى حرب شاملة ستفتح عليه حتماً أبواب جهنم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى