كتب كمال ذبيان في “الديار”:
يتجه تشكيل الحكومة نحو “السلاسة” كما تمنى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبدأت تزول من امامه العراقيل، التي برز منها موقف الثنائي “حركة امل” و”حزب الله” من موضوع التكليف بتسمية نواف سلام وهو كان خارج التوافق الذي حصل قبل انتخابات رئاسة الجمهورية مما اعتبره رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد محاولة لاقصاء “المكون الشيعي” عن السلطة وهو ما ينسف الميثاقية، لكن الغضب الذي عبر عنه رعد بدأ يخف وان اجواء ايجابية بدأت تظهر عن حلحلة للازمة التي نشأت اثناء الاستشارات النيايبة الملزمة التي لم تسم خلالها كتلتا “الوفاء للمقاومة” و”التحرير للتنمية” اي مرشح وهما كانا يؤيدان عودة الرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة لكن انقلابا او خديعة حصلت على اسمه وفق ما اعلن الثنائي بعد الاستشارات فاظهرتهما خاسرين.
ودخل رئيس الجمهورية بقوة على خط اعادة وصل ما انقطع وان تكون المشاركة كاملة “للثنائي الشيعي” ويرفض ان يكونا خارج الحكومة وفق ما نقلت مصادر في عين التينة عن الرئيس عون الذي يركز اتصالاته مع “حزب الله” تحديدا الذي ابدى عتبه على ما جرى من خروج على التفاهم والضمانات التي حصل عليها وتلاقي الرئيس عون مع الرئيس المكلف نواف سلام على معالجة مسألة مشاركة الثنائي “امل” و”حزب الله” في الحكومة وهي تتجه نحو الحل وهذا ما ظهر بعد اللقاء الذي جمع الرئيس بري والرئيس سلام الذي اكد على انه ليس اقصائيا ويداه ممدودتان للجميع وهذا ما نظر اليه “حزب الله” بارتياح ومثله حركة “امل” وبات ما حصل في الاستشارات وراءهما وان توجههما هو للمشاركة في الحكومة وفق ما تكشف مصادر نيابية في “كتلة التحرير والتنمية” التي رأت ان التشاور بدأ مع الرئيس سلام الذي لم يطرح على الرئيس بري شكل الحكومة وتوزيع الحقائب بل تحدث عن اتفاق الطائف وتطبيق الدستور المنبثق عنه.
فتشكيل الحكومة وضع على السكة وان الرئيس المكلف بدأ وضع هيكليتها بعد ان اطمأن الى مشاركة الثنائي “امل” و”حزب الله” فيها وهو يتعاون مع رئيس الجمهورية على انتاجها لانها ستكون حكومة العهد الاولى وعليها يقول المواطنون الذين تفاءلوا بما ورد في خطاب القسم للرئيس عون بان بناء الدولة سيعاد على اسس متينة وسليمة وهو وضع كل ثقله وعلاقاته الجيدة مع “حزب الله” وتحديدا مع النائب رعد لاصدار مراسيم الحكومة خلال ايام قليلة كي يبدأ العمل وتقوم ورش دستورية واقتصادية ومالية وادارية وخدماتية بمهامها من داخل الوزارات والمؤسسات والمصالح.
فبعد نحو اسبوع على التكليف تبدو اجواء تشكيل الحكومة ايجابية وهذا ما يعبر عنه زوار عين التينة من خلال التفاؤل الذي يبديه الرئيس نبيه بري الذي يؤكد بان ما حصل في اثناء الاستشارات النيابية “غيمة صيف ومرت” والجميع له مصلحة في ان لا يتعثر تأليف الحكومة التي ستولد من خلال روحية التفاهمات التي سبقت انتخاب الرئيس عون وهذا ما يريده الثنائي فقط وابدى قلقه للخروج عنها وحصلت ردة الفعل السلبية التي جاءت في التصريح الذي ادلى به النائب رعد بعد لقائه الرئيس عون بعد الاستشارات.
ولم يعرض الرئيس المكلف على الرئيس بري ما يطلبه وان الاجتماع به هو لاستكمال الاستشارات مع النواب التي غاب عنها الثنائي وهي غير ملزمة فاكد سلام على انه ميثاقي وهو اداة جمع لا قسمة وابدى ارتياحه الى مشاركة الثنائي بالحكومة.
والاسبوع المقبل سيشهد تكثيفا للرئيس المكلف للاتصالات والمشاورات وهو ليس لديه صيغة معينة لشكل الحكومة التي تعددت الاراء النيابية حول الوصف الذي سيقدمه سلام لها بين نيابية او سياسية او من خبراء (تكنوقراط) او مطعمة من سياسيين واصحاب اختصاص اذ العروض كثيرة ولكن الرئيس المكلف لم يعلن بعد عن عرضه هو لانه يدرس الظرف الذي يمر به لبنان والازمات التي يعانيها وهي كثيرة ومن هي الحكومة القادرة على معالجة هذه الازمات التي تبدأ بالاولويات فيتقدم الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة ويتبعه الاعمار للمدن والبلدات التي تهدمت وهي بالمئات واعادة هيكلة المؤسسات بالتعيينات ثم تركيز الوضع المالي والنهوض بالاقتصاد واعادة الثقة بالمصارف واستعادة اموال المودعين.