ترقّب «يائس» للمقترح الأميركي.. نتنياهو يرفع السقف: لا صفقة
كتبت جريدة “الأخبار”:
لم يكن أوضح من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عندما نفى، أمس، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، كل الأنباء والتقارير التي تتحدّث عن إمكانية توقيع صفقة تبادل أسرى بين العدو والمقاومة، خلال وقت قريب. وقال نتنياهو: «هذا غير دقيق على الإطلاق»، مشيراً إلى أن «هناك قصّة أو رواية تدور حول وجود صفقة… إنها مجرد رواية كاذبة». وأضاف: «إنهم (حماس) لا يوافقون على أي شيء: لا على ممرّ فيلادلفيا، ولا على مفاتيح تبادل الرهائن بالإرهابيين المسجونين، ولا على أي شيء». وادّعى أن «حماس» تريد «فقط خروجنا من غزة حتى يتمكّنوا من استعادة غزة والقيام بما تعهّدوا به»، في إشارة إلى تحرير فلسطين المحتلة.وبدا، مع ذلك، أن كل محاولات الإدارة الأميركية، لبثّ الإيجابية على خط التفاوض والاتصالات في المنطقة، وآخرها ما قاله السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، من أن «90% من النقاط في الصفقة متّفق عليها»، وأن الخلاف «يدور حول 4 بنود من أصل 18 بنداً»، وأنه «يمكن الوصول إلى حل في ما يتعلق بمحور فيلادلفيا»، لم تنفع في إقناع نتنياهو، وعدد من وزراء حكومته، بأن يبدوا أي «مرونة» ممكنة، حتى لو في التصريحات الإعلامية فقط، إذ سرعان ما خرجت وزير الاستيطان، أوريت ستروك، أيضاً، وفي ظلّ مقتل 6 أسرى إسرائيليين وما تبعه من تظاهرات عارمة في الكيان، لتقول إن «حياة المخطوفين مهمّة، لكنها ليست أكثر أهمية من أمن إسرائيل»، معتبرة أن «على إسرائيل ألا تنسحب من محور فيلادلفيا، لأنها ستندم على ذلك لأجيال قادمة».
وبعد ما أفرزه مقتل الأسرى الستة، وتطورات الأيام الأخيرة، من تداعيات، وفي ظلّ انتظار إسرائيل وحركة «حماس» مقترحاً أميركياً مدعوماً من الوسيطين المصري والقطري، يقدّم «حلولاً» للنقاط الخلافية العالقة بين الطرفين، عُقد أمس، اجتماع ضم كل رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب نتنياهو، فيما تمّ استبعاد وزراء «المجلس المصغّر» منه، وعلى جدول أعماله حضرت عدة بنود، بحسب التقارير الإسرائيلية، أهمّها «محاولة فهم ما هي الخطوة العسكرية التالية، إذا لم يتمّ التوصل إلى اتفاق»؛ إذ «بحسب الجيش، فإن عدم إحراز تقدّم في الصفقة، يعني تصعيداً على الجبهة الشمالية». وتشير التقديرات الأمنية، إلى أنه «مع استمرار القتال في غزة، سيستمرّ إطلاق الصواريخ في الشمال، وبناءً على ذلك، سيتعيّن على إسرائيل العمل على نطاق أوسع ضدّ لبنان». كذلك، تناول الاجتماع «كيفية الردّ على مقتل الأسرى الإسرائيليين الستة في قطاع غزة»، إضافة إلى «مشاورات بشأن اليوم التالي للحرب».
التقديرات في تل أبيب، وفق «كان»، تفيد بأن نص المقترح الأميركي «لن يكون مقبولاً من الطرفين؛ حماس وإسرائيل»
وبالعودة إلى المفاوضات، استعرضت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ما سمّتها «الخلافات والمناقشات بين الطرفين (حماس وإسرائيل)»، موضحةً أنها تتعلّق في الواقع بثلاث مسائل:
– الأولى، ما سيحدث في محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من الصفقة.
– الثانية، تتصل بعدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتمّ إطلاق سراحهم أحياء، وشروط إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، في ظلّ طلب «حماس» زيادة عددهم.
– والثالثة، ترتبط بإمكانية تطبيق وقف إطلاق النار بين المرحلتين الأولى والثانية، و«هذا الموضوع يُعتبر فنّياً عند الأميركيين، لأن هناك بالفعل قراراً من مجلس الأمن بشأنه، ولذلك فإن مسألة مدى قابلية تطبيقه، ربما يمكن حلّها سهلاً نسبياً».
ولا يزال موعد تقديم المقترح الأميركي، غير واضح حتى الآن، في حين يُتوقّع أن يزور وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين، في إطار الترويج للمقترح الأميركي «بما يخدم صورة الإدارة الحالية ويعطيها دفعة قوية ربما في الانتخابات المقبلة». وبحسب ما تُجمع عليه التسريبات والتقديرات الإسرائيلية، فإن «المقترح الأميركي سينصّ على أنه مع انتهاء إطلاق سراح المختطفين (أي المرحلة الأولى من الصفقة)، سينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم محور فيلادلفيا ما بين البحر ومعبر رفح، وسيحتفظ بوجوده بين معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم»، على أن يتمّ «تخفيض عدد قواته في محور فيلادلفيا، خلال المرحلة الأولى». وبحسب ما نقلته قناة «كان» عن مسؤول سياسي إسرائيلي، فإن «إسرائيل لن تعطي إجابة تلقائية على المقترح الأميركي، بل ستدرسه قبل ذلك». وأشار المسؤول إلى أن «الإدارة الأميركية أطلعت إسرائيل وقطر في الأيام الأخيرة على بعض التفاصيل المتعلقة بالمقترح المُزمع تقديمه»، لكن التقديرات في تل أبيب، وفق «كان»، تفيد بأن «النص لن يكون مقبولاً من الطرفين؛ حماس وإسرائيل»، وأن «ما يجري إنعاش مصطنع للاتصالات، فيما لم يتغيّر شيء، والجانبان متمسّكان بمواقفهما».