ترشيحُ فرنجية دخلَ مرحلةَ التفاهم الدُولي والإقليمي …

كتبت فاطمة شكر

تفاجأت القوى السياسية بطرح فرنسا لمبادرة سليمان فرنجية مقابل نواف سلام بالرغم من أن التوازن الموجود فيها يدفع باتجاه تيسير امور الوطن خاصة وأنها تتضمنُ شكلاً من اشكالِ التوافق الذي يطغى على المنطقة مؤخراً ، مع استثناء الولايات المتحدة الامريكية التي تغردُ بعيداً عن هذه التوافقات .

من الواضح أن فرنسا تلقفت التفاهم الإيراني_السعودي فذهبت بعيداً في تلقفها له حيث أنها تعمل جاهدة على ابقاء مصالحها في المنطقة من خلال حفاظها على علاقة متوازنة بين البلدين .

بالعودة الى الداخل اللبناني ،تتسارع وتيرة الاحداث التي يمكن لها ان تعبِّد الطريق اتجاه قصر بعبدا .

دعوة سليمان فرنجية الى فرنسا:
استنفرت الدعوة التي وجهها باتريك دورال للمرشح الوزير السابق سليمان فرنجية الى فرنسا جميع القوى السياسية في لبنان ،وبدأت عمليات التأويل حتى قبل صعود الرجل في الطائرة ، واستمرت خلال وجوده هناك ، والى حين عودته وما بعدها …
فهل بات نوع السيارة التي استخدمت في داخل الاراضي الفرنسية (ميني كوبر) هي معيار ؟أو حجم الاستقبال لشخصيةٍ لا تمتلك اليوم اي صفةٍ رسميةٍ هو معيار ؟ ان المعيار الأوحد في هذه الزيارة يتمثل بالمعنى الحقيقي للدعوة والتي تُعبِّرُ عن جديةٍ عاليةٍ لدى فرنسا في تعاطيها مع دعم الثنائي الوطني لترشيح سليمان فرنجية .
هناك خصوصية عالية تتميز بها زيارة فرنجية الى فرنسا الا وهي التحفظ الكبيرُ على مختلف خطوات الرجُلْ والتي تنمُ عن حنكةٍ في ادارة معركته للوصول الى بعبدا.
انطلاقا من هذه السرية والتحفظ وعدم السماح للمصطادين في الماء العكرِ أن يتناولوا تفاصيل معركته، وان كل ما صدرَ من تحاليلَ واقاويل حول الزيارة لم يرتقِ الى مستوى المعلوماتِ الحقيقيةِ حولَ مضمون الزيارة وما دار بين فرنجية والمسؤول الفرنسي .

معركةُ الرئاسةِ اللبنانية في الأروقة الإقليمية :
تركزت عناوينُ معركة رئاسة الجمهورية مؤخراً على المستوى الإقليمي حول الموقف السعودي الذي يعتبره البعض مفصلياً في معركة الرئاسة ، فتم ربطه بالتعاون الفرنسي السعودي الكبير مؤخراً.
واذا ما قمنا بعملية ربط بين الاندفاعة الفرنسية اتجاه فرنجية وعملية تفكيك العقد الإقليمية والتي تبدأ من وجهة النظر السعودية اتجاه فرنجية تحت مسمى مواصفات الرئيس ، فإن ذلك يوصلنا الى ايجابيةٍ كبيرة على مستوى ملف رئاسة الجمهورية وتحديدًا لدى المرشح سليمان فرنجية.
إنَّ التطور الإيجابي الذي حصل بين السعودية وايران مؤخراً يساهم بشكلٍ كبيرٍ في تخفيفِ حدية هامش المواصفات التي تتحدثُ عنها السعودية ، الأمرُ الذي يسهلُ بشكلٍ كبير مهمة الفرنسيين في حال كانت النوايا صادقةٌ اتجاه طرح معادلةِ (فرنجية_سلامة).

يُعتبرُ اليوم سليمان فرنجية المرشح الأوفر حظاً ، فقد بات لديه اجماعٌ خارجي تزامنًا مع الدعم المحلي، الأمر الذي يسهل عملية وصوله الى قصر بعبدا بعد تذليلِ بعض الصعوبات التي تحولت الى نقاطٍ ثانوية بعد التفاهم الايراني _السعودي .

Exit mobile version