على الرغم من الأسى والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، نشتم رائحة العزة والنصر في كل يوم على مدى 178 يوما، منذ السابع من أكتوبر وحتى يومنا هذا، أما الهزيمة فهي تلاحق المحتل وتوقعه بها، حيث إنها هزيمة يعيشها الكيان في سابقة لم يعتد عليها منذ أن استولى على أرض فلسطين بقرارات دولية زائفة، كانت بدايتها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، حيث كانت مؤامرة فرنسية بريطانية، وبمصادقة إمبراطورية روسيا وإيطاليا، وصولا إلى النقطة الأساس يوم سعى الصهاينة لإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين عام 1948، وإعلان بن فورت عن أن “لا دولة يهودية بدو إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسيجها”
وبدأت الحكاية مع وعد بلفور وهو أيضا في 31 أكتوبر، ومعركة بئر السبع المشهورة التي كانت بداية الصراع العربي الإسرائيلي، إذ إن حروبا متعددة خاضتها إسرائيل وارتكبت مجازر عدة، لتصل إلى الإبادة الجماعية والممنهجة بتغطية أمريكية ودعم مستمر، حيث قدمت لتل أبيب ما بين 158 و 260 مليار دولار.
ولا يخفى أن كل تلك العوامل وأهميتها والتي أعطت إسرائيل حيزا مهما كل تلك السنين الممتدة منذ انكفاء الدولة العثمانية إلى نكبة 1948 إلى يوم تظاهرت حقيقة هذا الكيان المركب والفاقد للشرعية الدولية ليخرج من باطن الأرض خلافات نارية التي تأتي تحت الدماء لسنين طويلة، وهي خلافات بين اليمين واليسار وهو خلاف أيديولوجي لكل طرف، فاليمين يرفض حل الدولتين ويتجه إلى الدولة الواحدة الصهيونية من ضمن منهجيتها الأيديولوجية.
في آخر المطاف إسرائيل والإدارة الأمريكية قد أساؤوا التقدير في هذه المرحلة بالتحديد، فالكل يجمع بأن الطرفين يخوضان معركة وجودية في مقابل الصفعة التي تلقتها إسرائيل في السابع من أكتوبر، فإسرائيل تسجل في أجندتها هزائم متراكمة يوما بعد يوم، دون أي تقدم ميداني يمكنها من تحقيق أهدافها، بانتظار تبرير ما على مستوى الساحات المتداخلة بعضها مع بعض، ولعلها تستطيع من خلال توسيع ضرباتها الاعتدائية والاستفزازية من اصطياد الحرب.
من هنا نرى ردات الفعل للمقاومة ومحورها، وبالرغم من توسيع رقعة الاشتباكات تتعامل بردة فعل تتناسب والميدان تحت مقولة “تضربون نضرب وتوسعون نوسع”…