خاص “مركز بيروت للأخبار”
كتب المحرر السياسي:
يستكمل الرئيس الاميركي دونالد ترامب هجومه على العالم، مستفيداً مما بدأه جو بايدن الذي دفع بنيامين نتنياهو الى توسيع عدوانه على كل المنطقة بدءاً من غزة . فكانت 7 اوكتوبر ذريعة لبدء مرحلة جديدة من الهيمنة والسيطرة وتطوير الهجوم واستعادة النفوذ الاميركي مجدداً.
لا شك أن السياسات الاميركية في الماضي كانت في اطار ادارة الازمات والتعايش مع الفوضى وترحيل الحلول، ولكن بعد طوفان الاقصى بدأت الادارة الاميركية مرحلة جديدة من استعادة الدور وقيادة الازمات، وقد تجلى ذلك بصورة واضحة من خلال تحشيد كل الغرب في أوكرانيا لمواجهة روسيا، ثم بدأت بتوسيع العدوان من خلال جعل نتنياهو يستعيد التفوق والردع، وهذا تطلب دعماً اميركيا غربيا غير مسبوق.
لذلك يستكمل دونالد ترامب اليوم الهجوم مرتكزاً على العدوان الاسرائيلي في كل من غزة ولبنان واليمن، كمقدمة لمحاصرة ايران. بالتوازي شكّل سقوط سوريا عاملاً اضافياً لتطوير الهجوم، مما أتاح لنتنياهو التمدد في اتجاه الجنوب السوري بدءاً من ريف دمشق والقنيطرة في الجولان وجبل الشيخ ودرعا.
بالتوازي عما يحصل على الحدود اللبنانية السورية، تستكمل القوات الاسرائيلية تواصل خروقاتها في جنوب لبنان ونسف ما تبقى من قرى الحافة الامامية، وتجاهل وقف اطلاق النار وعدم الانسحاب والإبقاء على مجموعة نقاط وتلال حاكمة في جنوب لبنان.
هذا الدعم الاميركي لاسرائيل عبّرت عنه المبعوثة الأميركية اورغان صراحة بدعم الكيان الاسرائيلي ومواجهة حزب الله والمقاومات. امام هذه الوقائع قد يبدو المشهد ضبابياً وكأن المنطقة دخلت مخاضاً عسيراً، مع استمرار الهيمنة الاميركية – الاسرائيلية، وهذا يشير الى ان ما جرى في المنطقة طيلة الاشهر الماضية والذي أدى الى صمود، أسقط كل أهداف العدوان إن كان في غزة أو في لبنان أو في اليمن، حيث فشلت اميركا بإنشاء حلفاً بحرياً في مواجهة اليمنيين، وهذا يؤكد أن المقاومة التي قادت هذه المواجهة، لا تزال تمتلك الكثير من الاوراق والفرص لاستكمال إسقاط المشروع الاميركي.
صحيح أن التهديدات ضد ايران لا تزال قائمة، وأن الاحتلال الاسرائيلي لا ينوي الانسحاب من جنوب لبنان، ويستمر بحملته المسعورة ضد شمال الضفة الغربية. ولكن كل المؤشرات تؤكد في حال قرّر الاميركي استئناف هجومه على المنطقة، أن المقاومات قادرة على النهوض والمواجهة.
إن ما جرى مؤخراً في لبنان من خلال انجاز الاستحقاق الرئاسي وتأليف الحكومة، يؤكد الحاجة إلى تضافر كل الجهود لإخراج الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب، وبدء ورشة الاعمار وصولاً الى إنجاز بقية الاستحقاقات. وإذا كان الاميركي يعتقد أن هناك متغيراً قد طرأ على لبنان والمنطقة من خلال استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، إن كان من خلال نسف المنازل وإحراقها في الجنوب، والاستهدافات في البقاع وسوريا، قد يكرّس واقعاً جديداً. فإن التحولات القادمة خاصة بعد النجاحات الكبيرة لروسيا في اوكرانيا وتطوير مستوى التعاون والتنسيق مع ايران، والتقارب الايراني – السعودي، ورفض التهجير القصري من غزة، سيطيح بالمشروع الاميركي في المنطقة.