ترامب المستعجل على وقف الحرب تحرّرَ من اللوبي الصهيوني تَوَافَقَ مع بايدن على صفقة جديدة فهل تراعي مصالح لبنان؟
كتب غاصب المختار في “اللواء”:
يبدو ان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستعجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في لبنان وغزة قبل تسلّم ولايته، على ما أكد مستشاره الخاص ووالد صهره زوج ابنته اللبناني مسعد بولس، الذي قال مؤخراً : «أن الرئيس ترامب سيفي بالوعود الذي وضعها في الرسالة الخطية التي أرسلها للجالية اللبنانية في أميركا خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب قريباً وإنهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة».
وحسب معلومات «اللواء» من أعضاء في الجالية اللبنانية بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان حيث توجد أكبر جالية لبنانية أغلبها من الجنوب وعربية وإسلامية، فإن بولس هو الذي كان وراء فكرة التعهد الخطي وسلّمه لأركان الجالية ثم رتّب لقاءً بينهم وبين ترامب في أحد المطاعم اللبنانية، أكد خلاله ترامب انه ماضٍ في تنفيذ تعهده قبل تسلّم ولايته رسمياً في 20 كانون الثاني من العام المقبل.
وأفاد أعضاء في الجالية الذين تواصلت معهم «اللواء» ان بعضهم صوّت لترامب وبعضهم القليل صوّت لمنافسته كامالا هاريس، وهناك نسبة لا بأس بها لم تصوّت للمرشحين «لانهما أضرب من بعض بحق لبنان والعرب»، وهو التعبير الذي استخدمه أيضا بعض اللبنانيين في مدينة شيكاغو وفي ولاية كاليفورنيا تواصلت معهم «اللواء». عدا عن الذين أبدوا ندمهم لإنتخاب جو بايدن في الانتخابات الماضية بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية على لبنان ودعمه الكيان الإسرائيلي بالسلاح التدميري وبالمال والسياسة.
على ان الجديد الذي جرى تسريبه خلال اليومين الماضيين عن المسعى الأميركي، سواء من قبل بايدن أو حتى ترامب، اللذين تحرّرا من عبء ضغط اللوبي الصهيوني الانتخابي، هو المعلومات الأميركية والإسرائيلية عن توافق بايدن وترامب على تكليف الموفد آموس هوكشتاين بترتيب صفقة جديدة بين لبنان والكيان الإسرائيلي لوقف الحرب، والكلام عن ان مسعد بولس هو الذي سيتولى الملف اللبناني في عهد ترامب، وثمة معلومات وردت من بعض أفراد الجالية اللبنانية في الولايات الشمالية لأميركا تفيد ان ترامب قد يُعيّن بولس وزيراً للخارجية أو موفداً رئاسياً له بدل هوكشتاين.
وبغض النظر عن المهمة الجديدة المرتقبة لهوكشتاين إذا صدقت المعلومات عن قرب زيارته بيروت، فإنّ الثابت ان اتصالات جرت بين ترامب ونتنياهو بعد فوز الرئيس الأميركي الجديد بهدف تسهيل مهمة هوكشتاين وتسريع التوصل الى صفقة تنهي الحرب قبل تسلّمه ولايته. وأعلن نتنياهو انه تحدث ترامب 3 مرات خلال الأيام القليلة الماضية «بهدف تعزيز التحالف القوي بين إسرائيل وأميركا». لكن ما تسرّب أيضاً من الإعلام الإسرائيلي يشي بأن «الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبّي مصالحها بشكل أمثل». وهذا ما يعني في حال صحتّه ودقّته بأن لا فارق بين بايدن وترامب في تلبية مصالح إسرائيل وأمنها ولو على حساب لبنان.
يُضاف الى ما يُقال عن الاهتمام الأميركي ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أن «وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي» رون ديرمر وصل إلى واشنطن ليل أمس الأول، للبحث مع المسؤولين الأميركيين في المساعي لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان خصوصاً، بالإضافة إلى غزة. ويتولى ديرمر مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل، بصفته ممثلاً لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.
والى ذلك، ووفق ما ذكرته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن ديرمر زار روسيا سرّاً الأسبوع الماضي، في إطار المساعي للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب الإسرائيلية على لبنان. وذكرت «أنه من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لـضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح حزب لله».
كل هذه التسريبات من الإعلام الإسرائيلي تشير الى ان إسرائيل ولو كانت فعلا تريد إنهاء الحرب، فإنها تريد انهائها بشروطها ووفق ما يؤمّن أمنها وعودة مستوطنيها في شمال فلسطين المحتلة الى منازلهم، وان الموقف الأميركي سواء من ترامب أو بايدن ما زال يراعي مصالح إسرائيل. وهو ما سرّبه الإعلام الإسرائيلي أمس بقوله: «إن اتفاق وقف النار في لبنان يتضمن انسحاب حزب لله لشمال الليطاني وعدم عودته للحدود»، وهو شرط قديم – جديد للعدو الإسرائيلي رفضه لبنان ومقاومته.
وأي تعهد هذا الذي كتبه ترامب لتحقيق الأمن والآمان والازدهار في لبنان، إذا كان الحل سيكون لمصلحة إسرائيل ومن دون أي ذكر لما يريده لبنان لتحقيق مصالحه؟ الأمر بإنتظار ما سيحمله هوكشتاين وربما لاحقاً مسعد بولس إذا تقرر أن يكون هو موفد ترامب الى لبنان وفلسطين المحتلة ما لم يحقق هوكشتاين في مهمته الجديدة نتيجة إيجابية تراعي مطالب لبنان.