تراجع الحركات الناصريّة في لبنان… أزمة مُؤسسة قبل “أفول المشروع”

إنشقاقان محدودان في "الناصري"... و"المؤتمر الشعبي" خلافات شخصيّة وسلطويّة!

تراجع الحركات الناصريّة في لبنان... أزمة مُؤسسة قبل "أفول المشروع"

كتب علي ضاحي في “الديار”:

لم تنته الحالة الناصرية بوفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في 28 ايلول 1970 ، رغم أنها حالة جماهيرية وليست عقائدية، وفق ما تؤكد اوساط ناصرية مخضرمة، وتشير الى ان في لبنان ترجمت الحالة او الظاهرة الناصرية بعدد من الاحزاب والتجمعات اللبنانية والفلسطينية بقي منها اليوم 5 احزاب، وتشكل مؤتمر الاحزاب الناصرية في لبنان وهي : “التنظيم الشعبي الناصري”- اسامة سعد ، وحزب “الاتحاد” – حسن مراد ، و”المرابطون” – مصطفى حمدان، و”المؤتمر الشعبي اللبناني” – كمال شاتيلا (تأسس وسمي بهذا الاسم في العام 1980) ورئيسه الحالي كمال حديد ، و”الاتحاد الاشتراكي العربي”.

يعيش “المؤتمر الشعبي اللبناني” منذ وفاة مؤسسه كمال شاتيلا في 23 ايار 2023 ازمة داخلية، تمثلت بخروج عدد من القيادات القديمة فيه، وعلى رأسهم: عدنان بدر واسعد السحمراني وعدد محدود من الافراد.

ويؤكد رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” الحالي كمال حديد لـ”الديار” ان بدر والسحمراني تخلفا عن المؤتمر الذي عقد وانتخب هو على رأسه بغالبية 85 صوتاً من الحاضرين، رغم ان كل التفاصيل كانت نوقشت في حياة شاتيلا، وكان المؤتمر التنظيمي سينعقد حتى قبل وفاة شاتيلا وكذلك النظام الداخلي سيعدل، ولكن بدر والسحمراني تخلفا عن المؤتمر، ورفضا الاعتراف بالنتائج.

ويكشف حديد عن مساع لرأب الصدع حفاظاً على وحدة المؤتمر وتماسكه، وحفاظاً لتاريخ نضال هذين الرفيقين، لذلك لم نتخذ اي اجراء قضائي او تنظيمي بحقهما، ولم نواجه حالة التشويش الاعلامية التي يقومان بها.

ويشير الى حالة استنهاضية للمشروع الناصري في العالم العربي، ويكشف عن تحضيرات لمؤتمر ناصري في تشرين الثاني المقبل بمناسبات ثلاث : الاولى ذكرى وفاة عبد الناصر في 28 ايلول و1970 ، وحرب تشرين التحريرية في 6 تشرين الاول الـ1973 ، وطوفان الاقصى في 7 تشرين الاول 2023.

في المقابل، يؤكد ناصري قديم في صيدا لـ”الديار” ان مشروع “التنظيم الشعبي الناصري” في صيدا تأثر حكماً بوفاة المناضل مصطفى سعد في 25 تموز 2002 ، بعد مرض عضال رئوي وتعرضه للاغتيال 4 مرات وفقدانه بصره في احداه، ووفاة ابنته نتاشا ايضاً، واستلام اسامة سعد مكانه.

ويشير القيادي الى انه لا يمكن لأحد ان يحل مكان الآخر، فغياب مصطفى سعد وقبله والده معروف سعد كان مؤثراً على مسيرة “التنظيم الشعبي الناصري”، وخصوصاً ان التنظيم رغم خصوصيته الصيداوية والجنوبية، تراجع ككل الاحزاب الناصرية بعد رحيل عبد الناصر.

وعن انشقاق النائب ملحم حجيري و3 قيادات اخرى بينهم صيداويين وعدد من الافراد، يرى القيادي ان اي انشقاق يحصل داخل اي حزب يضعفه ويؤثر عليه، ولكن في حالة “التنظيم الناصري” تلعب رمزية آل سعد معروف ومصطفى واسامة دوراً هاماً في استمرار التنظيم، بالاضافة الى تاريخ صيدا النضالي قبل آل سعد وعبد الناصر وحتى معروف سعد. فصيدا العروبة والمقاومة وبوابة الجنوب، لها خصوصيتها التي يحافظ عليها “الناصري” اليوم.

ويلفت القيادي الناصري الى ان “التنظيم الشعبي الناصري” لم يتأثر بحالة الانشقاق بقدر كبير لكون من يقودها غير صيداوي، ولن يكون له تأثير جماهيري او شعبي كبير. ولكن في مطلق الاحوال، الحالة العروبية والسنية والناصرية تحديداً في حاجة الى تجديد المؤسسة قبل المشروع، وخصوصاً ان عبد الناصر انطلق من مصر والتي كانت بوابة العروبية، بينما مصر اليوم توزع نشاطها وتحالفاتها في كل الاتجاهات المحاور وشرق وغرب وتربطها معاهدة كامب ديفيد مع دولة الاحتلال.

وعن “المرابطون” الذي يمثله كحالة وتنظيم منذ اعوام عدة العميد مصطفى حمدان، يشكل حمدان اليوم العصب الاساسي لـ “المرابطون” بعد انكفاء خاله ابراهيم قليلات وتخليه لمصلحة حمدان، بعد تراجع حالته الاعتراضية( حالة قليلات لمصلحة حمدان)، عن قسم من تنظيم “المرابطون” على مضض ايضاً، وهو يعيش اليوم في فرنسا ويعاني من المرض.

 

Exit mobile version